نيجيريا تطلق خام “أوبودو” وتصدر أول شحنة إلى أوروبا

في خطوة تمثل تحولا استراتيجيا في مسار صناعة الطاقة النيجيرية، أعلنت السلطات المختصة عن إطلاق خام نفطي جديد يحمل اسم “أوبودو” (Obodo)، وبدء تصدير أولى شحناته إلى السوق الأوروبية، وذلك في إطار خطة تستهدف رفع إنتاج البلاد إلى مستويات غير مسبوقة.

وكشفت شركات طاقة وتسويق نيجيرية، اليوم الجمعة، عن إنتاج وتصدير أول دفعة من خام أوبودو، وهو مزيج جديد من الخامات المصنّفة ضمن الفئة “المتوسطة الحلوة” بفضل خصائصه الجيّدة، إذ يتمتع بكثافة 27.65 وفقا لمعايير معهد النفط الأميركي (API)، مع نسبة كبريت منخفضة تبلغ 0.05%.

ويتم إنتاج الخام الجديد من منطقة “OML 150” الواقعة في دلتا النيجر، بإشراف شركة “كوننتنتال أويل آند غاز” التابعة لمجموعة “كونويل”، وذلك بموجب عقد تقاسم إنتاج مع شركة النفط الوطنية النيجيرية.

وأكدت هيئة تنظيم النفط في نيجيريا أن خام أوبودو بدأ التصدير رسميا في 25 أبريل الماضي، عبر تحميل الشحنة الأولى على متن الناقلة “أتلانتا سبيريت” من طراز “سويس ماكس”، التابعة لشركة “تيكاي” وتحمل علم جزر البهاما.

ورغم عدم إعلان وجهة الشحنة رسميا، تشير بيانات تتبع السفن إلى احتمال وصولها إلى ميناء فيلهلمسهافن الألماني بحلول 28 مايو الجاري.

وتولت شركة “أواندو” مسؤولية تسويق الخام الجديد، وسط تكتم على هوية المشتري الأول، في وقت توقع فيه محللون أن يتم تسعير أوبودو بالربط مع خام “بونغا” المحلي الشهير.

ويُتوقع أن يحظى خام أوبودو بترحيب خاص من المصافي الأوروبية، التي تُفضّل عادة الخامات المتوسطة الحلوة مثل فوركادوس، إسكرافوس، وبونغا، ما يعزز فرصه في الاستحواذ على حصة في السوق الأوروبية المتعطشة للتنوع بعد إعادة ترتيب مصادر التوريد العالمية.

ومن جهته، صرح غبينغا كومولاف، الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم النفط، أن هذا الإنجاز يبرهن على قدرة الشركات المحلية على استثمار الموارد الوطنية بفعالية، وزيادة جاذبية القطاع للاستثمارات الأجنبية. فيما وصف والي تينوبو، المدير التنفيذي لشركة “أواندو”، إنتاج أول شحنة من خام أوبودو بأنه “نقلة نوعية في مسار قطاع الطاقة النيجيري”.

وتستهدف نيجيريا رفع إنتاجها النفطي بواقع مليون برميل إضافي يوميًا، لتتجاوز عتبة 2.8 مليون برميل يوميا في السنوات المقبلة، في إطار جهودها لتوسيع قاعدة صادراتها وزيادة إيراداتها من الهيدروكربونات.

ويرى مراقبون أن دخول خام أوبودو إلى الأسواق العالمية قد يعيد رسم خريطة التجارة البحرية في غرب إفريقيا، ويزيد الطلب على الناقلات من طراز “سويس ماكس”، خاصة في ظل استعداد نيجيريا للعب دور أكبر في تزويد أوروبا بالنفط وسط التقلبات الجيوسياسية العالمية.

مشروعا الغاز النيجيري.. تأجيل جديد يعقّد سباق المغرب والجزائر نحو أوروبا