ناقش وزير الخارجية المصري مع نظيره الهولندي تأثير اتفاق اليمن على الملاحة بقناة السويس، مؤكداً أهمية القناة للاقتصاد المصري، كما أشار إلى خسائر تجاوزت 7 مليارات دولار العام الماضي واستراتيجية لتطوير الخدمات البحرية.
في إطار الجهود المصرية لاستعادة حركة الملاحة بقناة السويس لمعدلاتها الطبيعية، أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اتصالاً هاتفياً مع نظيره الهولندي كاسبر فيلدكامب، ناقشا خلاله انعكاسات الاتفاق الأخير باليمن مع الولايات المتحدة على أمن الملاحة البحرية وحركة التجارة الدولية في البحر الأحمر وقناة السويس.
كشفت مصر عن خسائر تجاوزت 7 مليارات دولار العام الماضي بسبب تراجع عائدات قناة السويس، مع تطلع لاستعادة جزء من هذه الخسائر خلال العام الحالي، خاصة بعد إعلان سلطنة عمان عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي اليمنية، والذي من المتوقع أن يسهم في استقرار الملاحة البحرية، رغم نفي الجماعة تضمين الاتفاق السفن الإسرائيلية.
وأعرب الوزير الهولندي عن تفهمه لأهمية قناة السويس لمصر، مؤكداً استعداد بلاده لتشجيع الشركات الهولندية على استئناف حركة الملاحة بالمنطقة.
جاء ذلك بالتزامن مع إعلان هيئة قناة السويس عن منح تخفيضات تصل إلى 15% للسفن العملاقة كحافز للعودة للعبور عبر القناة، حيث أكد الفريق أسامة ربيع، رئيس الهيئة، تلقي ردود فعل إيجابية من شركات الملاحة الدولية.
كشف ربيع عن استراتيجية طموحة لتطوير الخدمات البحرية واللوجستية بالقناة، مع سعي للتعاون مع كبرى الشركات العالمية في هذا المجال، كما دعت الهيئة شركات الملاحة العالمية لاستئناف العبور، مشيرة إلى “التطورات الأمنية الإيجابية” بالبحر الأحمر والظروف المواتية للعودة التدريجية.
وأشاد عبد العاطي خلال المحادثات بالعلاقات المتميزة مع هولندا، معرباً عن تطلع مصر لتعزيز الشراكة الاقتصادية وجذب المزيد من الاستثمارات الهولندية في مجالات متعددة تشمل اللوجستيات، الطاقة المتجددة، الصحة، الرقمنة، والبنية التحتية.
وبحث الوزيران الأوضاع في الشرق الأوسط، خاصة الأزمة الإنسانية بغزة، حيث أعرب عبد العاطي عن تقديره للموقف الهولندي الداعي لامتثال إسرائيل لالتزاماتها الدولية، كما أدان الجانبان القرار الإسرائيلي بإنشاء مستوطنات جديدة، مؤكدين على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية لغزة.
وفي سياق متصل، أدانت مصر قرار الاحتلال الإسرائيلي بإنشاء 22 مستوطنة جديدة بالضفة الغربية، واعتبرته انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
وأكدت على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، معتبرة المستوطنات عقبة أمام تحقيق السلام.
والتقى عبد العاطي أيضاً بالأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، مؤكداً استمرار مصر في جهودها بالتعاون مع الولايات المتحدة وقطر لوقف إطلاق النار بغزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية، مع الحفاظ على الأفق السياسي لحل الدولتين.
بمشاركة عربية مميزة.. انطلاق النسخة الـ20 من المهرجان العالمي للشباب في مدينة سوتشي الروسية