اليوم الأخير من منافسات الدور ثمن النهائي في بطولة كأس ليبيا لكرة القدم شهد سلسلة انسحابات مفاجئة لعدد من الأندية، في مشهد وُصف بأنه “نقطة سوداء” في تاريخ المسابقة.
وكانت الخيبة كبيرة بعد انسحاب فريقَي أبوسليم والوطن، في صورة تجسّد حالة التسيّب والانفلات، التي قد تؤثر سلباً على مستقبل الكرة الليبية رغم جميع الجهود المبذولة للنهوض بها.
ورفض نادي أبوسليم خوض المواجهة المنتظرة أمام الأهلي طرابلس، التي كانت مقررة يوم الخميس، في حين غاب نادي الوطن عن مباراته ضد المدينة، لأسباب لم يُكشف عنها رسمياً حتى اللحظة، ومع أن إدارات الأندية لم تصدر بيانات توضح خلفيات القرار، إلا أن واقع الكرة الليبية يختزن الكثير من الكواليس والخلافات التي تلقي بظلالها الثقيلة على الموسم الرياضي.
وكان نادي الأولمبي أول المنسحبين من البطولة، بعدما امتنع عن خوض مواجهته أمام الاتحاد، ليُحتسب خاسراً إدارياً بنتيجة (0-2)، وهو ما أثار موجة انتقادات حادة لاتحاد الكرة بسبب ما وصفه مراقبون بـ”غياب العقوبات الرادعة”، ما شجّع أندية أخرى على اتخاذ الخطوة ذاتها لاحقاً.
وتشير مصادر قريبة من المشهد الكروي إلى أن بعض الفرق انسحبت بدافع الأزمات المالية الخانقة التي تعانيها، بالإضافة إلى قناعتها المسبقة بصعوبة تجاوز خصوم أكثر جاهزية وخبرة على الورق.
كما ساهم ضغط المباريات المتتالية في فترة زمنية قصيرة بنهاية الموسم في زيادة حالات الانسحاب، وسط سعي الاتحاد الليبي لكرة القدم إلى إنهاء البطولة بأسرع ما يمكن تلبيةً لضغوط الاتحاد الإفريقي، الذي طالب بإرسال قوائم الأندية المشاركة في البطولات القارية المقبلة.
ورغم هذه العثرات، تتواصل منافسات الكأس مع مباريات الدور ربع النهائي، حيث يلتقي الأهلي طرابلس بنظيره السويحلي يوم الاثنين في قمة كروية مرتقبة من جماهير اللعبة، فيما يواجه نادي المدينة فريق الاتحاد في مواجهة أخرى لا تقل إثارة، وتجمع باقي اللقاءات نادي النصر بالأخضر، والهلال بالأهلي بنغازي، في مواجهات يصعب التكهن بنتائجها نظرا لتقارب المستويات وشدة المنافسة بين الفرق.
وفي تطور لافت، أعلن عبد المولى المغربي، رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم، أن مباريات الدور نصف النهائي من البطولة ستُقام في إيطاليا بدعم من الحكومة الليبية وبالتعاون مع السلطات الإيطالية، ومن المقرر أن تُجرى هذه اللقاءات بعد نهاية دور السداسي من الدوري الليبي، وفق الجدول المعدّ مسبقاً.
وتترقب الأوساط الرياضية ما ستؤول إليه بقية أدوار المسابقة، وسط آمال بعودة الانضباط والجدية للمنافسات، وإنقاذ صورة بطولة عريقة افتقدت الكثير من وهجها هذا الموسم.
رئيس الحكومة الليبية يتفقد عددا من المواقع المستهدفة بالصيانة والتطوير في درنة