تتزايد التحذيرات من تفاقم عمليات غسل الأموال وتمويل الإرهاب داخل البلاد، ما يشكل خطراً مباشراً على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، ويعزز من نفوذ المجموعات المسلحة، لا سيما في غرب ليبيا.
أصدرت اللجنة الوطنية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، التابعة لمصرف ليبيا المركزي، بياناً كشفت فيه عن تحديات متصاعدة تواجه النظام المالي الليبي، مشيرة إلى رصد تقارير دولية لأنشطة مالية مشبوهة تمر عبر المنظومة المحلية.
وتشكل هذه الأنشطة خطراً جسيماً، إذ قد تؤدي إلى تصنيفات سلبية من الهيئات المالية العالمية، وفرض عقوبات أو قيود على التعاملات الخارجية، مما يضعف قدرة الاقتصاد الوطني على الصمود في وجه التحديات.
وأوضحت اللجنة أن مواجهة هذه التحديات تشكل “مسؤولية وطنية” تقتضي الإسراع في إقرار قانون لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، يتوافق مع معايير مجموعة العمل المالي الدولية (FATF)، للحفاظ على مكانة ليبيا ضمن المنظومة المالية العالمية وتجنب العزلة والتضييق الاقتصادي.
ويرى خبراء أن أي تأخير في معالجة هذه القضايا يفتح الباب أمام تدفق أموال غير مشروعة تُبيّض ثم تُوجّه لتمويل أنشطة غير قانونية، أبرزها دعم الميليشيات والتنظيمات الإرهابية في غرب البلاد.
وتتعدد مصادر هذه الأموال، لتشمل أرباح عمليات تهريب الوقود والبشر، والاتجار بالمخدرات والأسلحة، والتي تعد ركائز مالية أساسية لهذه المجموعات التي تسعى لإخفاء أصولها عبر شبكات غسل الأموال.
ويحذر المختصون من أن استمرار هذه الدورة بين الجريمة المنظمة وغسل الأموال يفاقم الأوضاع الأمنية ويقوض فرص الاستقرار السياسي، كما قد يدفع المؤسسات المالية الدولية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي إلى فرض إجراءات صارمة على ليبيا، ما ينعكس سلباً على حجم الاستثمارات ويزيد من الأعباء المعيشية على المواطنين.
ويشدد الخبراء على أن مكافحة غسل الأموال يجب أن تكون متكاملة مع جهود مكافحة الفساد المالي والإداري، والاختلاسات، وتهريب الأموال، مؤكدين ضرورة تضافر جهود السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والأمنية، وتكليف شخصيات نزيهة وكفؤة لإدارة هذا الملف الحساس، بهدف حماية الاقتصاد الوطني وقطع الطريق أمام تمويل الميليشيات التي تعرقل بناء الدولة واستقرارها.
ليبيا.. ملاحقات جنائية تطال 120 مرشحا للانتخابات البلدية
