تحالف الجماعات المتمردة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، أعلن اليوم الثلاثاء، وقفا لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وذلك بعد أسابيع من التصعيد العسكري الذي أسفر عن سقوط مئات الضحايا ونزوح عشرات الآلاف من المدنيين.
وجاء الإعلان في بيان صادر عن التحالف، الذي يضم حركة “إم23” المدعومة من رواندا، مؤكدا التزامه بحماية المدنيين والدفاع عن المواقع التي يسيطر عليها.
وأشار التحالف، المعروف باسم “تحالف نهر الكونغو”، إلى أن وقف إطلاق النار يهدف إلى تخفيف المعاناة الإنسانية في المنطقة، متهما في الوقت ذاته الجيش الكونغولي باستهداف المدنيين عبر الغارات الجوية على المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
وأكد التحالف أنه لن يسعى لاحتلال أراض إضافية، على الرغم من تصريحات سابقة أشارت إلى عكس ذلك.
وبحسب تقرير الأمم المتحدة، أسفرت الاشتباكات الأخيرة في محيط مدينة غوما، أكبر مدن شرق الكونغو، عن مقتل ما لا يقل عن 900 شخص وإصابة نحو 2880 آخرين.
كما أدت الأعمال العدائية إلى نزوح أكثر من 400 ألف شخص منذ بداية العام الجاري، مما زاد من تفاقم أزمة النزوح التي تعاني منها المنطقة منذ سنوات.
ومن جهتها، اتهمت الحكومة الكونغولية رواندا بدعم المتمردين، وقطعت العلاقات الدبلوماسية مع جارتها الشرقية.
وقال وزير الاتصالات الكونغولي، باتريك مويايا، في تصريحات حادة: “يجب على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات حاسمة لوقف دعم رواندا للمتمردين. العقوبات هي الحد الأدنى المطلوب لتحقيق ذلك”.
وردا على هذه الاتهامات، نفى الرئيس الرواندي، بول كاغامي، معرفته بوجود قوات رواندية داخل الكونغو، لكنه أكد أن بلاده لن تتردد في حماية مصالحها إذا تعرضت للتهديد.
وصرح كاغامي في مقابلة مع شبكة “CNN”: “إذا كانت هناك مشكلة في الكونغو تهدد رواندا، فسنفعل كل ما يلزم لحماية أنفسنا”.
يأتي وقف إطلاق النار في وقت يستعد فيه الرئيس الكونغولي، فيليكس تشيسكيدي، ونظيره الرواندي، بول كاغامي، لحضور قمة سلام إقليمية في تنزانيا يوم الجمعة المقبل.
وتأمل الأطراف الدولية في أن تمهد القمة الطريق لمفاوضات سلام جادة، على الرغم من الشكوك التي تحيط بمدى استمرار الهدنة في ظل تاريخ طويل من الانتكاسات.
وفي سياق متصل، دعت دول مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري للأعمال العدائية، معتبرة أن استمرار الصراع يمثل انتهاكا صارخا لسيادة الكونغو الديمقراطية.
كما حثت منظمات حقوق الإنسان المجتمع الدولي على زيادة الضغط على رواندا لوقف دعمها للمتمردين، مؤكدة أن استقرار المنطقة بأكملها يعتمد على إنهاء هذا الصراع الذي استمر لأكثر من ثلاثة عقود.
ويشهد شرق الكونغو الديمقراطية نزاعا مسلحا متعدد الأوجه منذ أواخر التسعينيات، حيث تتنافس جماعات مسلحة عديدة على السيطرة على الموارد الطبيعية الغنية في المنطقة، بدعم من دول الجوار.
وزير الخارجية المصري يلتقي البرهان في رواندا