10 نوفمبر 2024

أفادت وسائل إعلام رسمية في النيجر بوصول مدربين عسكريين روس إلى العاصمة النيجرية نيامي على متن طائرة محملة بمعدات وعتاد عسكري، في مساهمة روسيّة لبناء وتأهيل الجيش النيجري ومحاربة الإرهاب.

وبث التلفزيون النيجري الرسمي (آر تي إن) لقطات لطائرة شحن عسكرية وهي تفرغ عتاداً. وقال أحد المدربين “نحن هنا لتدريب جيش النيجر… ولتعزيز التعاون العسكري بين روسيا والنيجر”.

وأشار التلفزيون الرسمي إلى أن وصول المدربين الروس مع معداتهم يأتي لتفعيل اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتعزيز التعاون بين البلدين.

وقال التلفزيون النيجري أيضا إن روسيا وافقت على تثبيت نظام دفاع جوي (مضاد للطائرات) في النيجر.

وفي روسيا، أفادت وسائل إعلام روسية بأن الخبراء الروس وصلوا إلى النيجر لتدريب القوات الأمنية المحلية في مجال محاربة الإرهاب.

ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية عن خبير روسي قوله إن “الفيلق الإفريقي سيقيم العلاقات هنا، وسيقوم كذلك بالمساعدة على تشكيل وتدريب جيش النيجر”.

وأضاف: “لدينا خبرة كبيرة في محاربة الإرهاب. ونحن هنا لتقاسم هذه الخبرات مع الأصدقاء”.

ويأتي ذلك بعد أن ألغت السلطات في النيجر اتفاقات تعاون عسكري مع باريس وواشنطن، ضمن حركة تحرر إفريقية جديدة نامية ضد الاستعمار الأوروبي والأمريكي للمنطقة الواقعة في غرب القارة الغنية بالثروات.

وقامت السلطات الحاكمة في النيجر باتخاذ سلسلة من القرارات ضد فرنسا، شملت إبعاد السفير، وإلغاء الاتفاقيات الثنائية، وإغلاق المجال الجوي للبلاد أمام الطائرات الفرنسية.

وبناء على طلب من السلطات في النيجر، بدأت فرنسا سحب قواتها في أكتوبر، قبل أن تعلن في نهاية ديسمبر الماضي أنها أكملت سحب قواتها لينتهي بذلك انتشارها العسكري في البلاد، بعد أن نقلت نحو 1500 جندي على متن 145 رحلة جوية و15 قافلة برية.

يذكر أن الوجود العسكري الفرنسي استمر في النيجر عقودا، وكان عدد الجنود الفرنسيين فيها أكثر من 1500 جندي.

وقبل نحو 3 أسابيع، قال المتحدث باسم المجلس العسكري الحاكم في النيجر الكولونيل أمادو عبد الرحمن إن المجلس ألغى بأثر فوري اتفاقاً عسكرياً مع الولايات المتحدة يسمح بوجود عسكريين وموظفين مدنيين من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على أراضي البلاد.

ويأتي القرار في أعقاب زيارة قبل أيام لمسؤولين أمريكيين، على رأسهم مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية مولي في، وكان منهم الجنرال مايكل لانغلي قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا.

وبقي الوفد الأمريكي في نيامي 3 أيام لم يتمكن خلالها من لقاء الجنرال عمر عبد الرحمن تياني قائد المجلس العسكري، وفق مصدر حكومي نيجري.

وقال عبد الرحمن إن “وصول الوفد الأمريكي لم يحترم الأعراف الدبلوماسية”، مضيفاً أن الحكومة الأمريكية أبلغت نيامي “من جانب واحد” بموعد وصولها وبتشكيلة وفدها.

وأشار إلى أن “حكومة النيجر قررت بكل مسؤولية، آخذة طموحات الشعب ومصالحه في الاعتبار، أن تلغي بمفعول فوري الاتفاق المتعلق بوضع الطاقم العسكري للولايات المتحدة والموظفين المدنيين في وزارة الدفاع الأميركية على أراضي النيجر”.

وكان في النيجر منذ العام الماضي نحو 1100 جندي أمريكي حيث يعمل الجيش الأمريكي من قاعدتين، إحداهما قاعدة لطائرات مسيّرة معروفة باسم القاعدة الجوية 201 التي تم بناؤها قرب أغاديس في وسط النيجر بتكلفة تزيد على 100 مليون دولار.

وتعتبر النيجر ثالث دولة في الغرب الإفريقي تعمل على التخلص من الاستعمار الأوروبي والأمريكي بعد مالي وبوركينا فاسو.

يوم إفريقيا: استعادة الهوية ومواجهة المركزية الغربية

اقرأ المزيد