20 يونيو 2025

برزت السينما النيجيرية “نوليوود” في مهرجان كان 2023 من خلال فيلمين بارزين، هما “ظل أبي” و”أوزاميدي”. يتناول “ظل أبي”، أول فيلم نيجيري بالمهرجان، قضايا المجتمع العميقة، كما تسعى الحكومة النيجيرية لدعم الصناعة عالمياً.

في ظل الأضواء العالمية لمهرجان كان السينمائي الدولي، برزت السينما النيجيرية “نوليوود” هذا العام بحضور لافت من خلال فيلمين مهمين، مما أثار نقاشات حول هوية هذه الصناعة السينمائية الفريدة وتحدياتها المستقبلية.

شهدت الدورة 78 من المهرجان حدثاً تاريخياً باختيار فيلم “My Father’s Shadow” (ظل أبي) للمخرج النيجيري أكينولا ديفيز ضمن مسابقة “نظرة ما”، ليصبح أول عمل نيجيري يشارك في التظاهرات الرسمية للمهرجان العريق.

الفيلم الذي صور في لاغوس، العاصمة الاقتصادية لنيجيريا، يروي قصة مؤثرة عن أب وطفليه خلال الأزمة السياسية الحادة التي عاشتها البلاد في تسعينيات القرن الماضي. يقول ديفيس: “لطالما حلمت بزيارة كان منذ طفولتي، لكن وجودي هنا اليوم بفيلم يمثل بلدي هو أمر يتجاوز الخيال”.

,يطرح الفيلم إشكالية عميقة تتجاوز الإطار السياسي لتلامس واقع المجتمع النيجيري، كما يوضح المخرج: “في نيجيريا، يُتوقع من الرجل أن يعمل بلا توقف، غالباً بعيداً عن أسرته، لتأمين لقمة العيش. هذا الفيلم يستكشف هذه المعضلة: أيهما أهم؟ السعي الدؤوب للرزق أم البقاء مع من نحب؟”.

وتستعرض المشاركة النيجيرية في كان قصة صعود صناعة سينمائية فريدة، فمنذ ولادتها في ثمانينيات القرن الماضي خلال أزمة اقتصادية حادة، تطورت “نوليوود” لتصبح ثاني أكبر صناعة سينمائية في العالم من حيث عدد الإنتاجات السنوية (2500 فيلم)، متجاوزة هوليوود (600 فيلم) وتأتي بعد بوليوود الهندية.

تقول المنتجة ليليان أولوبي: “لقد ولدت نوليوود من رحم الحاجة. فناس أرادوا صناعة السينما فاستخدموا كاميرات بسيطة لرواية قصصهم”، وأضافت: “رغم أن عمرها لا يتجاوز ثلاثين عاماً، إلا أنها أصبحت صوتاً سينمائياً متميزاً”.

وتواجه الصناعة اليوم تحديات جسيمة، أبرزها تراجع دعم المنصات الرقمية العالمية. ففي 2024، قلصت أمازون برايم استثماراتها في إفريقيا، بينما ألغت نتفليكس عدة مشاريع نيجيرية.

لكن النيجيريين يرون في هذه الأزمة فرصة. تقول أولوبي: “هذا دفعنا لإعادة التفكير في نموذج إنتاجنا. أفريقيا غنية بالمواهب القادرة على مواجهة هذا التحدي”.

وجاء فيلم “أوزاميدي” التاريخي الضخم الذي تقدمه أولوبي في كان ليثبت هذه المقولة، وتدور أحداث الفيلم خلال الغزو البريطاني لنيجيريا عام 1897، ويروي قصة فتاة يتيمة ذات قدرات خارقة.

يقول المخرج جيمس أوموكوي: “لدينا في إفريقيا قصص أبطالنا التي تستحق أن تروى عالمياً”، ويضيف: “وجودنا في كان سيفتح أبواباً جديدة لصناعتنا”.

وأطلقت الحكومة النيجيرية مبادرة “Screen Nigeria” خلال المهرجان، بهدف تعزيز حضور نوليوود عالمياً وجذب الاستثمارات. تهدف الخطة لخلق مليوني فرصة عمل وتحقيق عائدات إضافية بقيمة 100 مليون دولار بحلول 2030.

ويرى المشاركون النيجيريون في كان أن وجودهم يمثل اعترافاً دولياً بمكانتهم. تقول أولوبي: “هذه إشارة قوية تثبت ثقة العالم في إبداعنا”، بينما يعتبر ديفيس أن “هذه مجرد بداية لرحلة طويلة”.

بين النجاحات والتحديات، تثبت نوليوود أنها صناعة سينمائية لا تتوقف عن النمو، تحمل في أفلامها هموم مجتمعها وتطلعاته، وتسعى اليوم لأخذ مكانها على الخريطة السينمائية العالمية.

انطلاق ملتقى ليبيا الدولي للتعدين في بنغازي

اقرأ المزيد