في تحول لافت ضمن خارطة النفوذ الروسي في إفريقيا، أعلن “الفيلق الإفريقي”، التابع لوزارة الدفاع الروسية، استمراره في العمل على الأراضي المالية، رغم انسحاب مجموعة “فاغنر” شبه العسكرية التي أنهت مهامها القتالية رسميا بعد أكثر من ثلاث سنوات من الانتشار إلى جانب القوات المالية.
وأكد الفيلق عبر قناته الرسمية على تطبيق تليغرام أن “مغادرة فاغنر لن تحدث أي فراغ ميداني”، مشددا على أن “روسيا لا تتراجع، بل تواصل دعمها لباماكو بوتيرة أكثر قوة وفعالية”.
ويأتي هذا الإعلان بعد ساعات من بث مجموعة “فاغنر” تسجيلا مصورا أعلنت فيه انتهاء عملياتها في مالي، مشيرة إلى أن مهامها التي استمرت منذ أواخر 2021، أدت إلى “القضاء على آلاف المسلحين المتطرفين”، واستعادة مناطق استراتيجية مثل غاو، تمبكتو، أنفيس، وكيدال، مضيفة أن “رقعة الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة تضاعفت”.
وبحسب وكالة “رويترز”، فإن الفيلق الإفريقي، الذي أعلن عنه مطلع عام 2024، يضم ما بين 70 إلى 80 بالمئة من مقاتليه من عناصر “فاغنر” السابقين، وتقدر قوته الإجمالية ما بين 40 إلى 45 ألف عنصر، وجرى تجنيدهم من روسيا وعدد من الدول الإفريقية منذ ديسمبر 2023.
وينتشر أفراد الفيلق في خمس دول هي مالي، النيجر، بوركينا فاسو، جمهورية إفريقيا الوسطى، وليبيا التي تؤوي مقره الرئيسي.
ويأتي ذلك بينما تواجه الحكومة المالية تصاعدا في هجمات الجماعات المسلحة في شمال ووسط البلاد، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى قدرة الفيلق الإفريقي على سد الفراغ الأمني بعد رحيل “فاغنر”.
“ميدل إيست آي”.. تركيا والنيجر توقعان اتفاقية تعاون في مجال النفط والغاز