تسعى تونس لترسيخ مكانة قرية سيدي بوسعيد كمعلم تراثي عالمي، إذ تقود بلدية القرية والمعهد الوطني للتراث جهودا مكثفة لإدراجها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، تقديرا لتفردها المعماري والثقافي والروحاني، وموقعها الجغرافي الفريد الذي لطالما جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
وأوضح الكاتب العام لبلدية سيدي بوسعيد، محمد صالح عمراني، أن الإعلان المتوقع عن إدراج القرية ضمن القائمة سيتم في يوليو 2026، خلال اجتماع اللجنة الدائمة المتخصصة في اليونسكو.
ودعت وزيرة الشؤون الثقافية، أمينة الصرارفي، إلى ضرورة الترويج لهذا الملف على المستويين المحلي والدولي لضمان نجاحه، وشددت على أهمية التنسيق بين جميع الأطراف المعنية لتقديم ملف تسجيل متكامل ومدروس يليق بقيمة سيدي بوسعيد التاريخية والثقافية.
وتشارك في هذه الجهود مختلف الوزارات والمجتمع المدني، وشهدت البلدية مؤخرا اجتماعا توعويا حضره خبراء ومسؤولون لشرح أهمية القرية والإجراءات المطلوبة لحفظ هذه الجوهرة التراثية.
وبحسب الإحصاءات، يبلغ عدد سكان سيدي بوسعيد 7000 نسمة، بما في ذلك 1200 في القرية التاريخية القديمة، ما يظهر الحياة النابضة بالحضارة والتاريخ فيها.
وتتميز سيدي بوسعيد بطابعها المعماري الفريد، حيث تمتزج المباني باللونين الأبيض والأزرق، وتُزيَّن أبوابها بمسامير سوداء، مع نوافذ مقوسة.
كما تشتهر القرية بثرائها الثقافي والفني، من خلال احتفالاتها الصوفية وسهرات المالوف وعيد الموسيقى السنوي، بالإضافة إلى تقاليدها في فن الرسم واحتضانها لعدة ورشات فنية ومعارض.
وتأسست المدينة خلال القرون الوسطى، وكانت تُعرف سابقا بـ”جبل المنار” أو “جبل المرسى”، وسُمّيت لاحقا نسبةً إلى الولي الصالح أبو سعيد الباجي، الذي عاش فيها في القرن الثالث عشر عام 1893، وتم اعتماد اسم “سيدي بوسعيد” رسميا عند إنشاء بلدية في المنطقة.
يُذكر أن تونس تضم حاليا تسعة مواقع مدرجة على قائمة التراث العالمي، من بينها جزيرة جربة والموقع الأثري بقرطاج.
تونس تواجه هواجس عودة المقاتلين المتشددين بعد انهيار نظام الأسد في سوريا