24 يونيو 2025

العاصمة الليبية طرابلس، تشهد اليوم الجمعة، موجة جديدة من الاحتجاجات ضد حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.

وتوافد مواطنون إلى ميدان الشهداء، مرددين هتافات مناهضة للحكومة، أبرزها: “الشعب يريد إسقاط الحكومة”.

وامتدت الاحتجاجات إلى مدينة الزاوية، إضافة إلى حشود أخرى تجمعت عند الإشارة الضوئية في طريق الشط بطرابلس، وسط انتشار أمني مكثف.

وفي تطور لافت، شارك عبد الحكيم بعيو، المرشح لرئاسة الحكومة الجديدة، في المظاهرات دعماً لمطالب المحتجين بإنهاء المرحلة الانتقالية، والدفع نحو انتخابات شاملة.

وعلى الصعيد السياسي، تصاعدت التحركات الدولية، إذ رحب رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي بمبادرة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لتقريب وجهات النظر الليبية، في خطوة تهدف إلى تهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات المؤجلة منذ 2021.

وفي المقابل، دعا مجلس النواب الليبي إلى جلسة رسمية لاختيار رئيس حكومة جديد، بالتوازي مع جهود أممية تقودها لجنة استشارية لحل القضايا الخلافية، خصوصاً تشكيل حكومة موحدة، وتحديد شروط الترشح، وضمان تمثيل المرأة والأقليات.

وتأتي هذه التطورات بعد أسبوع من اشتباكات دامية بين اللواء 444 قتال وقوات جهاز دعم الاستقرار عقب مقتل قائده عبدالغني الككلي المعروف بـ”غنيوة”، ثم تجدد القتال بين اللواء وجهاز الردع بسبب قرار من الدبيبة بحل الجهاز، ما أسفر عن سقوط قتلى وخسائر مادية كبيرة، قبل إعلان وزارة الدفاع والمجلس الرئاسي وقف إطلاق النار وعودة الهدوء النسبي.

وفي خضم هذه الأزمة، تلقت حكومة الدبيبة ضربة داخلية قوية، تمثلت في سلسلة استقالات جماعية شملت: وزير الاقتصاد والتجارة محمد الحويج، وزير الحكم المحلي بدرالدين التومي، وزير الإسكان والتعمير أبوبكر الغاوي، نائب رئيس الحكومة ووزير الصحة السابق رمضان أبوجناح، وزيرة الثقافة مبروكة توغي، ووكيل وزارة الموارد المائية محمد فرج قنيدي.

بين مظاهرات الشارع، والانقسامات داخل الحكومة، والتحركات الإقليمية والدولية، تدخل ليبيا مرحلة مفصلية جديدة، قد تحدد ملامح مستقبلها السياسي والأمني.

ليبيا.. البعثة الأممية تعبر عن قلقها من قرارات الرئاسي الأخيرة

اقرأ المزيد