بيانات حديثة من مؤسسة S&P Global Commodity Insights، أظهرت أن إنتاج ليبيا من النفط الخام بلغ ذروة لم تسجل منذ مايو 2013، حيث ارتفع إلى نحو 1.23 مليون برميل يوميا، خلال شهر مايو 2025، بزيادة قدرها 30 ألف برميل يوميا مقارنة بأبريل.
رغم حالة التوتر السياسي والاشتباكات الدائرة في العاصمة طرابلس، تواصل نشاط الحقول النفطية وسيطرة الشركات الدولية على العملية الفنية في قطاع النفط، إلى جانب تنفيذ أعمال الصيانة للحقول القديمة، أبرزها حقل مبروك حيث عاد للإنتاج بنحو 5آلاف برميل يوميا في مارس بعد عقد من التوقف .
وتعكس هذه الزيادة تعافيا ملحوظا من الإغلاقات الواسعة التي شهدتها البنى التحتية نهاية 2024، إثر خلافات سياسية على مصالح البنك المركزي، ما أدى حينها لانخفاض الإنتاج إلى النصف قبل أن يعود تدريجيا.
كما ارتفعت صادرات ليبيا من الخام خلال مايو إلى مستوى قياسي يقارب1.26 مليون برميل يوميا، وكانت إيطاليا المستورد الأكبر، تلتها فرنسا والولايات المتحدة والصين .
وعلى الرغم من الضجيج السياسي، لم يتأثر الإنتاج أو الموانئ النفطية بشكل فعلي، حسب بيانات مؤسسة Platts وتطمح ليبيا، التي يستمد منها نحو 93% من الإنفاق الحكومي عبر قطاع النفط والغاز، للوصول بالإنتاج إلى 2 مليون برميل يومياً بحلول 2028.
يذكر أنه في مايو 2025، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط (NOC) استئناف نشاط مجموعة من كبرى الشركات الدولية في قطاع النفط الليبي، وذلك عبر عقود مشاركة سلسلة ESOA وجولة التراخيص الأولى منذ أكثر من 17 عاما
وتقود شركة إيني الإيطالية (Eni)بالشراكة مع NOCجهود الاستكشاف والإنتاج في الحقول البرية، وأطلقت ثلاث مشاريع استكشافية جديدة، إضافة إلى مشروع غاز بقيمة 8 مليارات دولار يهدف لتسليم 750 مليون قدم مكعبة يوميا بحلول 2026.
كما عادت شركات إيجنوم (OMV) وريبسول الإسبانية (Repsol) وبي بي البريطانية (BP) إلى ليبيا بعد غياب عقود، حيث بدأت OMV حفر بئر Essarفي حوض سرت، وشرعت Repsol في أعمال استكشاف في مورزوق بعد عشر سنوات من التوقف وتساهم توتال إنرجيز الفرنسية (TotalEnergies) بنشاطها في خفض الانبعاثات وتجريب آبار جديدة في الواحة وشارارا، إضافة إلى مشروع طاقة شمسية بقدرة 500 ميغاواط.
تصاعد التوتر في ليبيا مع توقف كبير في إنتاج النفط