رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك يطلق مبادرة سلام تدعو لاجتماع طارئ مع مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي لوقف إطلاق النار والمضي نحو انتقال ديمقراطي شامل، بينما يعلن الجيش عن تقدم ضد قوات الدعم السريع في أم درمان.
أطلق رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك مبادرة سلام طموحة تهدف لإنهاء الحرب الأهلية المستعرة منذ عامين، وذلك بالتزامن مع إعلان الجيش السوداني عن تقدم ميداني جديد ضد قوات الدعم السريع في معاقلهم الأخيرة بأم درمان.
وفي رسالة وجهها للشعب السوداني بمناسبة مرور عامين على الصراع، دعا حمدوك إلى عقد اجتماع طارئ يضم مجلس الأمن الدولي والاتحاد الإفريقي مع قادة الأطراف المتحاربة والقوى المدنية، بهدف التوصل لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار.
وأكد أن هذه المبادرة تهدف لتحقيق سلام دائم ووضع ترتيبات دستورية توافقية تعيد مسار الانتقال الديمقراطي.
وشدد حمدوك على ضرورة تشكيل سلطة مدنية انتقالية كاملة الصلاحيات تتولى معالجة آثار الحرب وإعادة الإعمار، وطالب بوقف التصعيد الإعلامي وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين كخطوات لبناء الثقة بين الأطراف، كما اقترح عقد مؤتمر دولي للمانحين لتمويل الاحتياجات الإنسانية الملحة.
وحدد رئيس الوزراء السابق ثلاثة مسارات متوازية لمبادرته تشمل المسار الإنساني لإنقاذ المدنيين، والمسار الأمني لوقف القتال بناء على اتفاق جدة، والمسار السياسي لحوار وطني شامل، وحث المجتمع الدولي على فرض حظر شامل على توريد السلاح لكافة الأطراف.
من جانبه، أعلن الناطق الرسمي للجيش السوداني العميد نبيل عبد الله عن تقدم قواته في محاور غرب وجنوب أم درمان، مؤكداً تدمير عدد من مركبات “العدو” والقضاء على العشرات من عناصر قوات الدعم السريع في مناطق الصفوة والحلة الجديدة.
وحذر حمدوك من تداعيات استمرار الحرب، مشيراً إلى تصاعد خطاب الكراهية وارتكاب المجازر التي قد تحول السودان لمرتع للجماعات المتطرفة، وناشد المجتمع الدولي التحرك العاجل لمنع تحول الأزمة لتهديد إقليمي ودولي.
يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه العاصمة الخرطوم ومعظم أنحاء السودان معارك ضارية تسببت في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يعاني الملايين من نقص الغذاء والدواء وتدهور الخدمات الأساسية.
السودان.. ارتفاع حصيلة قتلى مدينة الهلالية وتزايد الاتهامات للدعم السريع