16 يونيو 2025

المنطقة العربية وخاصة في مصر ودول شمال إفريقيا والخليج، تشهد زخماً سياحياً وثقافياً مع اقتراب موسم الصيف، وسط تحركات رسمية تهدف إلى تعزيز البنية التحتية، وتنشيط المشهد الفني والتراثي، واستقطاب السياح.

ومن مهرجانات دولية إلى مبادرات بيئية واستثمارية، يبرز تنوّع الجهود في تقديم صورة حديثة ومتجددة للسياحة العربية.

وفي مصر، احتفلت وزارة السياحة والآثار باليوم العالمي للمتاحف، حيث فتحت أبواب عدد من المتاحف مجاناً للجمهور، من بينها متحف الأقصر للتحنيط ومتحف الفن المصري القديم.

وشهدت هذه الفعاليات تنظيم عروض توعوية للأطفال وندوات تثقيفية حول أهمية حماية الموروث الثقافي، إلى جانب معرض خاص بعنوان “حُلي الكرنك الذهبية” الذي ضم قطعاً أثرية تُعرض لأول مرة.

وبالتوازي، انطلقت أولى رحلات الحج السياحي البري لهذا العام، مع نقل نحو 7,500 حاج عبر 180 حافلة مجهزة، وتم تنفيذ عملية الخروج عبر موانئ السويس ونويبع وسط تنظيم لوجستي دقيق لتوفير تجربة ميسّرة وآمنة للحجاج.

وفي المجال الثقافي، افتتحت الدورة التاسعة من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، والذي يستمر حتى 25 مايو الجاري، بحضور مسرحيين من مختلف الدول العربية والأجنبية، ويشمل المهرجان عروضاً مسرحية، ورشات تدريبية، ومسابقات فنية، ما يعزز من دمج الثقافة في السياحة بمدينة شرم الشيخ، إحدى أبرز وجهات البحر الأحمر.

وفي الخليج، أعلنت “زيارة قطر” (Visit Qatar) عن تحقيق رقم قياسي جديد باستقطاب أكثر من 5 ملايين زائر خلال النصف الأول من عام 2025، مدفوعة باستراتيجية تسويق سياحي متكاملة.

وأوضحت الجهات الرسمية أن التعاون بين شركات الطيران، والفنادق، والمنصات السياحية الرقمية، كان عاملاً حاسماً في استقطاب الزوار، لاسيما من أوروبا وآسيا، بالتزامن مع انطلاق عروض الصيف مطلع يونيو.

وبدورها، تستعد تونس لانطلاق الدورة الـ59 من مهرجان قرطاج الدولي في 22 مايو، بمشاركة فنانين عرب وعالميين، من أبرزهم كاظم الساهر، وأصالة، إلى جانب فرق أوروبية شهيرة.

ويقام الحدث في المسرح الروماني الأثري بقرطاج، ما يمنح الزوار تجربة فنية وسياحية متكاملة، ويعيد تسليط الضوء على تونس كمركز متجدد للفنون والثقافة.

وفي المغرب، انطلقت فعاليات مهرجان “موازين: إيقاعات العالم” في الرباط، بمشاركة أكثر من 100 فنان عالمي من فرنسا، الولايات المتحدة، مصر، ودول أخرى. ويتوقع أن يستقطب المهرجان، الذي يستمر حتى 27 مايو، ما يزيد عن مليون زائر، ليبقى أحد أضخم المهرجانات الموسيقية في العالم من حيث الحضور.

ومن جانبها، أطلقت هيئة السياحة السعودية، بالتعاون مع منتجعات البحر الأحمر، سلسلة من العروض الترويجية لعيد الأضحى تبدأ في 25 مايو، وتشمل الخصومات الفنادق الفاخرة، والأنشطة البيئية والمغامرات العائلية، ضمن مساعي المملكة لتعزيز مكانة البحر الأحمر كوجهة متكاملة للسياحة الداخلية والخارجية، تدمج بين الترفيه والاستدامة البيئية.

وتعكس هذه التطورات اتجاهاً واضحاً نحو استثمار التراث الثقافي والفني العربي، وربطه بالبنى التحتية الحديثة، بما يسهم في تنشيط الاقتصاد السياحي، وفتح آفاق جديدة أمام الزوار من مختلف أنحاء العالم، وتبدو المنطقة مقبلة على موسم صيفي حافل بالفعاليات النوعية، يعكس دينامية غير مسبوقة في القطاع السياحي والثقافي العربي.

مصر تستعين بسفينة الحفر العملاقة “سانتوريني” في حقل الضهرة

اقرأ المزيد