22 يونيو 2025

منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، كشفت عن تدهور خطير في الوضع الصحي، في السودان إثر تفشي وباء الكوليرا بشكل متسارع خلال العشرة أيام الماضية.

ووفقاً للبيانات، قفز عدد الإصابات اليومية بالكوليرا من 90 إلى 815 حالة خلال عشرة أيام فقط، ما يعكس تسارعاً خطيراً في انتشار المرض ويهدد بانهيار النظام الصحي.

وقالت المنظمة في بيان صحفي، إن إجمالي حالات الكوليرا المبلغ عنها في السودان منذ يناير الماضي بلغ 7,700 إصابة، بينها 185 حالة وفاة، مشيرة إلى الحاجة الماسة إلى 3.2 مليون دولار إضافية لتمويل استجابتها الطارئة في مجالات الصحة والمياه والنظافة العامة والتغيير السلوكي، من أجل الحد من انتشار المرض وإنقاذ الأرواح.

ويأتي هذا التصاعد في الإصابات وسط تضارب بين الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية، حيث تشير بيانات وزارة الصحة إلى تسجيل 2,729 إصابة و172 وفاة خلال أسبوع واحد، في حين أعلنت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء تسجيل 1,335 إصابة و500 وفاة في أم درمان وحدها، بينما أفادت منظمة الصحة العالمية بوجود 6,223 حالة إصابة في الخرطوم.

وكانت وزارة الصحة قد أطلقت الثلاثاء حملة تطعيم فموية ضد الكوليرا جنوب الخرطوم، شملت في مرحلتها الأولى 115 ألف جرعة، على أن تتوسع خلال هذا الأسبوع لتغطي ثلاثة ملايين جرعة إضافية.

وتشير التقارير إلى أن الموجة الجديدة من الكوليرا تفشّت انطلاقاً من مدينة أم درمان، نتيجة اعتماد السكان على مصادر مياه غير آمنة بعد تعرض محطات الكهرباء لهجمات بطائرات مسيّرة نفذتها قوات الدعم السريع، ما تسبب في انقطاع التيار وتوقف عمل محطات المياه، ودفع الأهالي لاستخدام مصادر ملوثة.

وأوضحت “يونيسف” أن الهجمات المستمرة على محطات الطاقة فاقمت أزمة المياه، وأجبرت العائلات على الاعتماد على مصادر غير صحية، ما زاد من مخاطر انتشار العدوى.

وأكدت المنظمة أنها تعمل على استجابة شاملة تشمل دعم البنية التحتية الأساسية للمياه، وتوفير الكلور والبوليمر لمعالجة المياه، وتوزيع المواد الكيميائية الخاصة بمعالجة مياه الشرب المنزلية.

وكانت قد تبرعت سابقاً بمولّد كهربائي لمحطة المنارة التي تمد أكثر من مليون شخص بمياه الشرب في مناطق كرري وأم درمان القديمة.

وفي ظل تصاعد النزاع، نزح نحو ثلاثة ملايين شخص من الخرطوم منذ اندلاع القتال، إلا أن 34 ألفاً فقط عادوا هذا العام إلى منازل متضررة في مناطق تفتقر إلى أدنى مستويات الخدمات الأساسية.

وأشارت “يونيسف” إلى أن أكثر من مليون طفل يعيشون في مناطق متأثرة بالقتال داخل الولاية، حيث تواجه محليتا جبل أولياء والخرطوم خطر المجاعة، ويُقدّر أن نحو 33% من أصل 307 آلاف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد يعيشون في هاتين المحليتين.

وحذّرت المنظمة من أن الأطفال الذين أضعفهم نقص الغذاء معرضون أكثر للوفاة في حال إصابتهم بالكوليرا أو الإسهال، لا سيما في ظل توقف نحو 80% من المرافق الصحية في مناطق النزاع، وتعطّل ما يقارب 45% من المرافق في باقي مناطق السودان.

وقدّمت “يونيسف” منذ عام 2023 أكثر من 13.7 مليون جرعة من لقاح الكوليرا إلى السودان، بينها 1.6 مليون جرعة خلال هذا العام، وتعتزم إرسال ثلاثة ملايين جرعة إضافية قبل نهاية مايو الجاري، ضمن جهودها لتطعيم سكان الخرطوم وشمال كردفان، والحد من تفشي المرض.

ليبيا.. تفاقم الاضطرابات الاقتصادية والاحتجاجات تهدد اقتصاد البلاد

اقرأ المزيد