26 مارس 2025

يستعد المتحف المصري الكبير، المقرر افتتاحه في يوليو المقبل قرب أهرامات الجيزة، ليكون حدثاً عالمياً يضم 100 ألف قطعة أثرية، بما فيها كنوز توت عنخ آمون. يُتوقع أن يجذب 5 ملايين زائر سنوياً، مما يعزز السياحة والاقتصاد المصري.

تعتبر الحكومة المصرية المتحف المصري الكبير، المقرر افتتاحه في الثالث من يوليو المقبل، عنصراً أساسياً لإنعاش الاقتصاد الوطني الذي يعاني من التضخم وارتفاع الديون.

وتبني مصر آمالاً كبيرة على هذا الصرح العملاق، الذي يُتوقع أن يجذب خمسة ملايين زائر سنوياً، مما سيعزز قطاع السياحة ويخلق فرص عمل جديدة.

ويؤكد إلهامي الزيات، رئيس اتحاد الغرف السياحية السابق، أن المتحف سيحدث نقلة نوعية في القطاع السياحي، خاصة مع تشغيل مطار سفنكس الدولي الجديد القريب منه.

ويُعتبر المتحف، الذي يقع على بعد أمتار قليلة من أهرامات الجيزة، أحد أكبر المشاريع الثقافية في العالم، حيث يمتد على مساحة تصل إلى 500 ألف متر مربع، أي ما يعادل ضعف مساحة متحف اللوفر في باريس ومرتين ونصف مساحة المتحف البريطاني.

ويضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، من بينها كنوز الملك توت عنخ آمون، بما في ذلك قناعه الذهبي الشهير، والذي سيحتل مكانة بارزة في صالة عرض مخصصة. كما سيتم عرض كنوز الملكة حتب حرس، والدة الملك خوفو باني الهرم الأكبر، بما في ذلك كرسيها المنحوت بدقة والذي كان محفوظاً في المتحف المصري القديم بالقاهرة منذ عام 1902.

ومن بين القطع الأثرية الفريدة التي سيضمها المتحف مركب شمسي مصنوع من خشب الأرز، يبلغ طوله 44 متراً، وتم اكتشافه مدفوناً بجوار الهرم الأكبر منذ حوالي 4500 عام.

كما سيتمكن الزوار من مشاهدة مركب آخر لا يزال قيد الترميم، مما يوفر تجربة تفاعلية فريدة تسمح لهم بمراقبة عمليات الترميم على مدى السنوات الثلاث المقبلة.

وباستخدام تقنيات متطورة مثل الواقع الافتراضي والمعارض التفاعلية، يهدف المتحف إلى إحياء التاريخ المصري القديم وجعله أكثر تشويقاً للأجيال الشابة.

ويقول أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، إن الافتتاح سيكون “حفلة مبهرة” تستعرض الإمكانيات التاريخية والسياحية لمصر، مع تسليط الضوء على العلاقة بين المتحف والأهرامات.

وقد واجه المشروع، الذي بدأ العمل فيه منذ أكثر من عقدين، العديد من التحديات، بما في ذلك الاضطرابات السياسية والأزمات الاقتصادية وجائحة كورونا، مما أدى إلى تأجيل افتتاحه عدة مرات.

لكن مع اقتراب موعد الافتتاح، تتجه الأنظار نحو هذا الحدث العالمي الذي سيضم فعاليات تستمر لعدة أيام في مختلف أنحاء مصر.

وقد دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عدداً من القادة العالميين، بما فيهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وملك إسبانيا فيليبي السادس، لحضور حفل الافتتاح.

ويؤكد السيسي أن المتحف المصري الكبير سيكون “أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة”، وهي الحضارة الفرعونية، مما يعكس عراقة التاريخ المصري وقدرته على جذب العالم.

ويُتوقع أن يصبح المتحف وجهة سياحية وثقافية عالمية، تسهم في تعزيز مكانة مصر كمركز للتراث الإنساني، وتفتح آفاقاً جديدة للتنمية الاقتصادية من خلال جذب السياح والمستثمرين من جميع أنحاء العالم.

التقارب الليبي المصري.. ترميم الانقسامات

اقرأ المزيد