18 يوليو 2025

مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، جنوب غربي السودان، شهدت معارك ضارية، الجمعة، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وذكرت مصادر عسكرية أن الاشتباكات العنيفة تجددت في مناطق متفرقة من المدينة، واستخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والثقيلة، بعد أشهر من الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على بابنوسة من عدة اتجاهات، وسط أنباء عن توغل كبير للدعم السريع واقترابها من تطويق اللواء 89، الذي يُعد من أكبر الحاميات العسكرية التابعة للجيش في المنطقة.

وتكتسب المدينة أهمية استراتيجية كونها ملتقى رئيسياً لخطوط السكك الحديدية في السودان، إذ تربط غرب البلاد بشرقه وشماله، وتبعد حوالي 697 كيلومتراً عن العاصمة الخرطوم.

وتداولت حسابات وصفحات موالية للجيش على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو، قال ناشروها إنها توثق إحباط محاولة هجوم لقوات الدعم السريع على المدينة، في حين لم يصدر أي بيان رسمي من الجيش السوداني بهذا الخصوص.

وفي المقابل، بث عناصر من قوات الدعم السريع تسجيلات مصورة من مواقع الاشتباك، وظهروا في خنادق تحيط بمقر الفرقة العسكرية، وأشارت المصادر إلى أن الدعم السريع توغلت داخل بابنوسة، وبدأت في التسلل نحو مقر الفرقة 22 مشاة، قبل أن تتصدى لها قوات الجيش في خطوط الدفاع المتقدمة، وأسفرت المعارك عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.

وتُعد بابنوسة حالياً شبه خالية من السكان بسبب المعارك المستمرة التي شهدتها خلال الأشهر الماضية، في ظل صراع دامٍ بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وخلال الأسابيع الأخيرة، تمكنت قوات الدعم السريع من تحقيق مكاسب ميدانية في إقليم كردفان، وسيطرت على عدد من المدن والمحليات، بينها النهود والخوي وأم صميمة وكازقيل، ما أدى إلى تضييق الخناق على مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، من عدة محاور.

وأفاد شهود عيان بأن الجيش السوداني شن خلال الأيام الماضية ضربات جوية مكثفة باستخدام المسيّرات بهدف وقف التقدم الواسع لقوات الدعم السريع على المدينة والمنطقة العسكرية.

وتعد حامية الجيش في بابنوسة من بين المواقع التي صمدت أمام العشرات من الهجمات المدفعية ومحاولات التسلل، منذ بداية حصار الدعم السريع للمدينة قبل عدة أشهر.

وتعرض الجيش لخسائر كبيرة في معارك مدينة الخوي منتصف مايو الماضي، الأمر الذي اضطره إلى الانسحاب وإعادة التموضع في قاعدته العسكرية الرئيسية بمدينة الأبيض، وأشارت مصادر إلى أن الجيش يعمل حالياً على تحريك قوات كبيرة لاستعادة السيطرة على المناطق التي فقدها في غرب كردفان، ضمن خطة تهدف إلى فتح الطرق لفك الحصار عن مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

ومنذ انسحاب قوات الدعم السريع من مدن العاصمة الخرطوم في مارس الماضي، انتقلت المعارك إلى ولايات إقليم كردفان، المجاور لإقليم دارفور، لتفتح فصلاً جديداً من التصعيد العسكري بين الطرفين في غرب البلاد.

مفوضية اللاجئين تُعزز استجابتها لدعم اللاجئين السودانيين في ليبيا

اقرأ المزيد