22 يونيو 2025

في واقعة غير مسبوقة في مصر، تدخل الذكاء الاصطناعي لإنقاذ حياة شاب يبلغ من العمر 17 عاماً كاد أن يلقى حتفه نتيجة تناوله “حبة الغلال السامة”، إحدى أكثر وسائل الانتحار فتكا وشيوعا في البلاد.

وقعت الحادثة في محافظة أسيوط حين أقدم الشاب محمد يسري على ابتلاع جزء كبير من قرص غلال بعد مشادة مع والده، لتظهر عليه سريعا أعراض التسمم بغاز الفوسفين، أبرزها القيء الارتجاعي الحاد، وعند وصوله إلى المستشفى المركزي في أبنوب، أبدى الطاقم الطبي يأسا تاما من إمكانية إنقاذه، نظراً لانعدام وجود ترياق معروف لهذا النوع من السموم القاتلة.

ولكن المفاجأة جاءت من قريب المريض، إسلام عادل، الذي لجأ إلى منصة “تشات جي بي تي” للحصول على إرشادات عاجلة حول كيفية التعامل مع مثل هذه الحالة، الذي وجهه باستخدام زيت البرافين فورا لتغليف المادة السامة ومنع تفاعلها مع سوائل المعدة، وبالتالي تقليل انبعاث غاز الفوسفين القاتل.

ونقل  المريض بعدها بسرعة إلى قسم السموم في مستشفى أسيوط الجامعي، حيث قوبلت حالته مرة أخرى بالتشكيك من جانب الطاقم الطبي الذي أكد أن “الوفاة شبه مؤكدة”، ومع ذلك، أصر إسلام على مواصلة البروتوكول الذي حصل عليه من الذكاء الاصطناعي.

واللافت أن استقرار الحالة المفاجئ بدأ يغيّر موقف الفريق الطبي، حيث تم تعزيز المراقبة، وقياس المؤشرات الحيوية كل نصف ساعة، ليؤكد تحليل الدم لاحقاً أن نسبة التسمم بالميتوكوندريا كانت سلبية، وبمرور 24 ساعة على الحادث، تجاوز الشاب مرحلة الخطر وغادر المستشفى دون أي مضاعفات تُذكر.

ونشر إسلام صورا توثق محادثاته مع “تشات جي بي تي” طيلة فترة الإنقاذ، معتبرا أن “ما حدث هو معجزة رقمية”، بينما تداولت وسائل التواصل الاجتماعي الواقعة بشكل واسع، وسط مطالبات بإعادة النظر في بروتوكولات علاج حبة الغلال، والنظر بجدية في إمكانيات الذكاء الاصطناعي كأداة داعمة للرعاية الطارئة.

يذكر أن وزارة الصحة المصرية أعلنت فتح تحقيق داخلي في المستشفى الذي رفض استقبال الحالة بداية، وسط انتقادات لعدم تحديث بروتوكولات علاج حالات التسمم بالغلال، وطالبت الأطباء في بيان عاجل بإعادة تدريب الطواقم الطبية بالمستشفيات الريفية على التعامل مع الحالات الحرجة، وتشجيع استخدام حلول ذكية داعمة ضمن الحدود الأخلاقية والمهنية.

محكمة مصرية تحكم بسجن إسرائيليين 5 سنوات لاعتدائهم على عمال فندق

اقرأ المزيد