البريد المصري، جدد مساء أمس الجمعة، تحذيره للمواطنين من حملات احتيال إلكترونية تستهدف الحسابات البنكية، مطالباً بعدم التفاعل مع الرسائل النصية المشبوهة أو الضغط على روابط غير موثوقة.
وشددت الهيئة على ضرورة عدم مشاركة أرقام الحسابات أو بيانات البطاقات البنكية، بما في ذلك تاريخ الانتهاء، الرقم السري، أو الرقم القومي مع أي جهة غير موثوقة أو عبر الرسائل النصية.
ويأتي هذا التحذير في ظل استمرار محاولات القراصنة لاختراق الحسابات البنكية وسرقة بيانات العملاء، باستخدام أساليب خداع متطورة تستغل قلة الوعي، خاصة في القرى والمناطق النائية.
مها السيد، ضحية من مدينة بني عبيد بمحافظة الدقهلية قالت: “جاءني اتصال هاتفي من شخص قال إنه موظف بالبنك، وطلب مني الأرقام المكتوبة على ظهر البطاقة البنكية بدعوى تحديث البيانات، فاستجبت، وبعد ساعات، فوجئت بسحب مبلغ يقارب 18 ألف جنيه من حسابي، ولم أتمكن من استعادته”.
وأضافت أنها عندما تواصلت مع البنك، أكد لها الموظفون أنهم لم يتصلوا بها، وأخبروها أنها وقعت ضحية لعملية احتيال.
وفي واقعة مشابهة، قال عبدالله السيد من محافظة القليوبية إنه تلقى رسالة نصية تطلب منه الدخول إلى رابط لتحديث بياناته البنكية، وبعد دخوله وتعبئة البيانات، فوجئ بسحب مبلغ 30 ألف جنيه من حسابه.
وتوجه عبدالله إلى مكتب البريد لإبلاغهم، فتم إبلاغه بأنه تعرض للنصب، وتم وقف حسابه على الفور لحمايته من عمليات سحب إضافية، لكنه لم يتمكن من استرداد المبلغ.
وأوضح المهندس محمود إدريس، خبير أمن المعلومات، أن الدولة تمكنت من ضبط عدد من القراصنة، لكن الضحايا ما زالوا يتساقطون بسبب نقص الوعي.
وأكد أن القراصنة يستخدمون أساليب ضغط نفسي مثل التهديد بوقف الحساب البنكي أو تعطيله لإجبار العميل على تسليم بياناته بسرعة.
وأضاف أن الحصول على معلومات مثل الرقم السري وتاريخ انتهاء البطاقة يمكّن القراصنة من استخدام الحساب في عمليات شراء عبر الإنترنت، ثم يقومون بإرجاع المنتجات واسترداد الأموال لحساباتهم، كما لفت إلى أن البنوك لا تطلب أبداً أرقام البطاقات البنكية أو أي بيانات سرية عبر الهاتف أو الرسائل النصية.
وحذّر إدريس من طريقة احتيال جديدة رصدتها هيئة البريد المصري، وهي إرسال رسائل نصية تحمل روابط إلى مواقع إلكترونية وهمية تشبه موقع البريد الرسمي، وتطلب من المستخدمين إدخال بياناتهم البنكية بزعم تتبع شحناتهم.
وأشار إلى أن هذه الطريقة أصبحت شائعة، خاصة مع ازدياد عدد المتعاملين مع الشحنات والطرود، ويقع الكثير ضحايا لها دون التأكد من صحة الروابط.
وختاماً، شددت هيئة البريد المصري على أن كل من يتلقى اتصالاً أو رسالة تطلب منه بيانات مالية أو بنكية، عليه تجاهلها فوراً، وعدم الضغط على أي روابط غير رسمية، والتوجه مباشرة إلى البنك أو أقرب فرع بريد للاستفسار، كما ناشدت الهيئة المواطنين بضرورة التوعية، والحرص على حماية بياناتهم البنكية وعدم التهاون مع أي محاولة خداع.
مصر.. أب يعذب ابنتيه بـ”وحشية” حتى الموت