أعرب مجلس الأمة الجزائري عن استهجانه من تصرفات بعض أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي، معتبراً إياها “استفزازاً متعمداً”، وحذر من التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر، مؤكداً أنها لن تقبل أي مساس بسيادتها.
أصدر مجلس الأمة الجزائري بياناً رسمياً حاداً استهجن فيه ما وصفه بـ”الانحراف الجديد والاستفزاز المتعمد” من قبل بعض أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي، وخاصة المنتمين لتيار اليمين المتطرف، وجاء البيان الذي صدر برئاسة عزوز ناصري، رئيس المجلس، في سياق تصاعد التوتر بين البلدين.
وأكد البيان أن مكتب المجلس “يتابع بامتعاض شديد التصرفات الاستفزازية المتكررة من بعض الأطراف الفرنسية”، معتبراً أن هذه الأطراف “توالي ارتكاب الفضائح والسقطات، وتستقبل بين الفينة والأخرى عناصر من كيان إرهابي معروف”.
ولم يتردد البيان في اتهام هذه الجهات الفرنسية بـ”التدخل السافر في الشؤون الداخلية للجزائر”، مشيراً إلى أن هؤلاء “يدّعون زعامة الحرية والعدالة بينما هم غارقون في أوهامهم، لا يسمعون إلا ما يريدون سماعه”.
وشدد المجلس على أن “الجزائر المستقلة لن تقبل أي مساس بسيادتها، ولن تتهاون مع أي تدخل أجنبي، سواء كان صريحاً أو مغلفاً بشعارات حقوق الإنسان والحريات”، وحمّل البيان المسؤولية الكاملة للجانب الفرنسي عن أي تدهور قد يصيب العلاقات الثنائية.
يأتي هذا التصعيد البرلماني في ظل توتر مستمر في العلاقات الجزائرية-الفرنسية، حيث تتصدر قضايا الذاكرة الاستعمارية وجرائم الحقبة الفرنسية (1830-1962) أجندة الخلافات بين البلدين، خصوصاً مع إصرار باريس على عدم تقديم اعتذار رسمي عن تلك الفترة.
وكانت العلاقات الثنائية قد شهدت سابقاً عدة أزمات دبلوماسية بسبب تقارير إعلامية وتصريحات رسمية فرنسية اعتبرتها الجزائر مسيئة، في وقت تؤكد السلطات الجزائرية باستمرار على رفضها القاطع لأي تدخل في شؤونها الداخلية.
مدرب المنتخب الجزائري يصفع لاعبيه خلال مباراة مع تونس (فيديو)