تواجه مدينة أغادير المغربية أزمة إسكان حادة مع اقتراب موسم الصيف، نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار إيجارات الشقق المفروشة، ما أثار مخاوف من انعكاسات سلبية على القطاع السياحي والقدرة الاستيعابية للمدينة.
وبحسب تقارير محلية، شهدت أسعار الإيجارات قفزة غير مسبوقة خلال الأسابيع الأخيرة، مدفوعة بتزايد الإقبال من الزوار المحليين وأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، إلى جانب السياح الأجانب، مما دفع عددا من الفاعلين في القطاع العقاري للمطالبة بتدخل حكومي عاجل لضبط السوق.
وأوضح عضو جمعية حماية المستهلكين بأغادير الكبير، مصطفى أنظام، أن الأسعار لم تعد في متناول المواطنين من ذوي الدخل المحدود والمتوسط، مشيرا إلى تحكم السماسرة وبعض الوكالات العقارية في تحديد الأسعار، فضلا عن تدخل وكالة أجنبية في تسعير الإيجارات دون مراعاة للواقع الاقتصادي المحلي.
وأشار أنظام إلى أن موجة الغلاء لم تقتصر على الأحياء السياحية والراقية مثل الشرف وتدارت وتالبرجت والحي السويسري، بل امتدت إلى الأحياء الشعبية والهامشية كالسلام، الوفاء، الخيام، الهدى، والمسيرة، ما يعكس اتساع رقعة الأزمة.
ووفقا لما نقلته منصة Le360 المغربية، فقد ارتفع سعر إيجار الشقق المفروشة من متوسط 200–300 درهم لليلة إلى أكثر من 600 درهم في بعض المناطق، مما جعل الحصول على سكن مؤقت أمرًا بالغ الصعوبة لفئات واسعة من المواطنين.
ومن جهته، أوضح الناشط المدني سعيد المسعودي أن بعض الزوار باتوا يفضلون السفر إلى وجهات خارجية مثل إسبانيا، نتيجة ارتفاع تكلفة الإقامة في المدن السياحية المغربية، وهو ما يهدد النشاط السياحي ويؤثر على الدورة الاقتصادية في المنطقة.
وأضاف أن استمرار هذه الظاهرة قد ينعكس سلبا على فرص العمل، خاصة في ظل اعتماد أغادير بشكل كبير على عائدات السياحة كمصدر رئيسي للدخل المحلي.
مهاجرات مغربيات يواجهن تحديات الغابات البلقانية (فيديو)