في مأساة جديدة تسلط الضوء على المخاطر المتزايدة في قطاع التعدين الأهلي بالسودان، لقي ما لا يقل عن 50 شخصا حتفهم جراء انهيار منجم تقليدي لاستخراج الذهب في منطقة “هويد”، الواقعة بين مدينتي عطبرة وهيا، شمال شرقي البلاد.
وأكدت مصادر محلية، أن المنجم المنهار يقع في منطقة صحراوية نائية تتبع إداريا لولاية نهر النيل، مشيرة إلى أن جهود الإنقاذ تواجه صعوبات بسبب بُعد الموقع وانعدام البنية التحتية المناسبة للتعامل مع الكوارث.
وطالب ذوو الضحايا وناشطون حقوقيون بفتح تحقيق عاجل وشفاف لكشف ملابسات الانهيار، داعين إلى وضع إطار قانوني صارم لتنظيم التعدين التقليدي وضمان شروط السلامة للعاملين في هذا القطاع، إلى جانب توفير فرق طوارئ وإنقاذ متخصصة في المناطق النائية.
ويمارس التعدين التقليدي للذهب في مختلف أنحاء السودان دون إشراف حكومي كاف، ما يجعله أحد أخطر قطاعات العمل من حيث الحوادث وعدد الضحايا، وسط انتقادات متصاعدة للسلطات بشأن تقاعسها في تنظيم هذا النشاط الحيوي الذي يدرّ مليارات الجنيهات دون أن يقابله أي التزام بحماية العاملين فيه.
وتعد هذه الكارثة الثانية من نوعها في منطقة “هويد” خلال أشهر قليلة، إذ شهدت المنطقة في أبريل الماضي حادثة انهيار مماثلة أسفرت عن إصابات وخسائر مادية دون أن تتخذ السلطات إجراءات وقائية واضحة.
تنسيقة “تقدم” تحذر من تداعيات استمرار الحرب في السودان