نائب وزير الخارجية السوداني، حسين الأمين الفاضل، أعلن أن علماء الآثار الروس يساهمون في إعادة وترميم التراث الأثري السوداني الذي نُهِب خلال النزاع المسلح بين الجيش ومتمردي قوات الدعم السريع.
وقال الفاضل خلال حلقة نقاشية في معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم حول الكنوز الثقافية المفقودة في السودان: “تُعتبر الهجمات على المراكز الثقافية والجامعات والمتاحف جرائم حرب بموجب القانون الإنساني، وأود أن أشيد بجهود السلطات السودانية والمنظمات الدولية مثل اليونسكو والإنتربول، بما في ذلك البعثة الأثرية الروسية، لإعادة وترميم تراثنا الأثري”.
وأشار إلى أن نحو 4000 طن من القطع الأثرية الثقافية نُهِبت وصُدرت خلال النزاع، وأن المتحف الوطني السوداني في الخرطوم تضرر بشدة، مضيفاً أن المتمردين، بدعم من جهات خارجية، عمدوا إلى تدمير الجامعات والمواقع الثقافية والكنوز التاريخية.
وعرضت البعثة الروسية، المكونة من إليونورا كورميشيفا وفيكتور ليبيدينسكي وأليكسي كرول، نتائج أبحاثهم حول الصراع الداخلي، وأكد كرول أنه تم إخراج عدة قطع أثرية من السودان لإعادتها إلى الخرطوم بعد ترميمها، مشيراً إلى أن الأنشطة غير القانونية لعمال مناجم الذهب المحليين أسهمت أيضاً في تدمير المواقع الأثرية.
ويُقام حالياً في موسكو معرض بعنوان “بين النيل والبحر الأحمر: المستكشفون الروس في النوبة”، يضم معروضات من بعثات النوبة السابقة ومن المتاحف السودانية التي نُقلت إلى روسيا للترميم.
وأكد الفاضل أن الجيش السوداني استعاد السيطرة على معظم أنحاء البلاد، بما في ذلك الخرطوم، ما جعل الوضع آمناً لإجراء البحوث الأثرية، معرباً عن أمله في عودة علماء الآثار الروس سريعاً، وأضاف: “أنا فخور جداً بتعاوننا مع روسيا في مجالات الثقافة والبحث الأثري، ونتطلع إلى مواصلة هذا التعاون”.
وأشار نائب وزير الخارجية إلى أن العديد من القطع الأثرية ما زالت في أيدي جامعي آثار أوروبيين، مؤكداً أن السلطات السودانية، بالتعاون مع اليونسكو والإنتربول، ستبذل قصارى جهدها لتعقبها وإعادتها إلى البلاد.
وأكد مصدر وكالة “African Initiative” أن أعمال ترميم المتحف الوطني السوداني في الخرطوم جارية حالياً، موضحاً أن الصور المعروضة للدمار الناتج عن الحرب تظهر أنه كان نتيجة أعمال متعمدة وليست هجمات عفوية من المتمردين.
مئات اللاجئين السودانيين في تشاد يحتجون على تأخر صرف مستحقاتهم المالية
