05 ديسمبر 2025

صُدمت تونس بحادث انتحار طالب الإعدادية يحيى الزايري (13 عاماً) بسبب سوء معاملة معلمته، التي طردته لعدم امتلاكه الأدوات اللازمة، وعُثر عليه مشنوقاً في ملعب كرة القدم، مما أثار غضباً ومظاهرات تطالب بالعدالة، ودعا زملاؤه إلى تحسين الرعاية النفسية في المدارس وحذروا من بيئة تعليمية قاسية تؤدي لمآسي كهذه.

هزت مأساة انتحار الطالب التونسي يحيى الزايري البالغ من العمر 13 ربيعاً من منطقة الشبيكة في ولاية القيروان، المجتمع التونسي بأكمله، بعدما كشفت التحقيقات أن المعلمة في مادة “التربية التشكيلية” قامت بطرده من القسم لعدم توفره على الأدوات المدرسية المطلوبة، على الرغم من علمها بالظروف المادية الصعبة التي تعيشها أسرته.

وفي منعطف مأساوي، عُثر الثلاثاء الماضي على جثة يحيى مشنوقة في ملعب كرة القدم الذي كان يتردد عليه، حيث كان الطالب يتمتع بموهبة رياضية لافتة في إحدى الأكاديميات التونسية المتخصصة، والتي بدورها نعتته في منشور مؤثر رافقته لقطات مصورة تؤرخ لحظاته الرياضية.

أثارت الحادثة موجة عارمة من الغضب والحزن، تجلت في خروج زملاء الطالب في مسيرات احتجاجية أمام المؤسسة التعليمية، رافعين هتافات تطالب بالعدالة لزميلهم الراحل.

كما امتدت الحملة الاحتجاجية إلى فضاءات التواصل الاجتماعي، حيث اجتمع المستخدمون في ساحة افتراضية واحدة للتعبير عن أسفهم واستنكارهم، مستذكرين الصفات الشخصية المميزة للطالب ورجاحة عقله التي فاقت سنه.

وتصاعدت المطالبات المجتمعية بإعادة النظر في المنظومة التربوية برمتها، حيث طالب نشطاء وتربويون وأهالي بتعيين أخصائيين نفسيين في جميع المؤسسات التعليمية، ومراجعة شاملة للسلوك التربوي لكوادر التدريس والإدارة.

كما أشار المحتجون إلى أن بيئة التعليم القاسية والسياسات التربوية الحالية تتحمل مسؤولية مباشرة عن هذه المأساة الإنسانية، معتبرين أن صرخة التلاميذ كشفت عن الإخفاق المؤسسي في حماية الطفولة وعن حجم الانهيار التربوي والأخلاقي الذي تعيشه المنظومة.

تشكل هذه الحادثة الأليمة محطة فارقة في النقاش المجتمعي حول واقع التربية والتعليم في تونس، حيث تضع مسألة الإصلاح التربوي الجذري وحماية الطلاب من كافة أشكال العنف على رأس الأولويات الوطنية الملحة.

نساء تونس يطالبن بتعزيز المكاسب ومواجهة العنف في عيدهن الـ69

اقرأ المزيد