أعلنت السفارة الأمريكية التزامها بدعم ليبيا عقب تدريبات عسكرية مشتركة في سرت، بينما كشف رئيس حكومة “الوحدة الوطنية” الليبية، المنتهية ولايتها، عن إطلاق جولة استكشافية جديدة للنفط والغاز، مع التركيز على تطوير القطاع وزيادة الإنتاج.
أكدت السفارة الأمريكية لدى ليبيا، الثلاثاء، التزام الولايات المتحدة بمواصلة التعاون مع القوات الليبية لدعم ليبيا مستقرة وموحدة وذات سيادة.
جاء ذلك على لسان الفريق جون برينان، نائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)، وذلك غداة تدريبات عسكرية مشتركة بين الجانبين.
وأشارت السفارة إلى أن هذه التدريبات، التي وُصفت بأنها “فريدة من نوعها”، شملت مراقبين جويين تكتيكيين عسكريين من غرب ليبيا وشرقها في محيط سرت، بهدف تعزيز إعادة توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية الليبية.
من جانبها، أكدت شعبة الإعلام التابعة لـ”الجيش الوطني” أن التدريب، الذي حضره عدد من قيادات الجيش الليبي و”أفريكوم”، يهدف إلى تعزيز قدرات الدفاع الجوي وتطوير آليات مراقبة الحركة الجوية، بما يسهم في رفع مستوى الجاهزية القتالية لقوات الجيش.
ونشرت الشعبة لقطات للتدريب العسكري المشترك الذي نفذته قوات الجيش الليبي بالتعاون مع القوات الجوية الأمريكية في سرت، بمشاركة قاذفات استراتيجية من طراز “B-52″، في إطار تعزيز الشراكة والتعاون في مجال الدفاع.
إطلاق جولة استكشافية نفطية جديدة
في سياق منفصل، أعلن رئيس حكومة الوحدة الليبية المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، مساء الاثنين، إطلاق جولة استكشافية جديدة للنفط والغاز، مؤكداً التزام حكومته بتطوير قطاع الطاقة.
وقال الدبيبة خلال الإعلان عن انطلاق جولة العطاء العام للاستكشاف في العاصمة طرابلس: “المؤسسة الوطنية للنفط عماد الاقتصاد، ودعمها واجب”، متعهداً بعدم السماح بأي تعطيل أو عرقلة لعملها، ومتعهداً بزيادة الإنتاج وتعزيز مكانة ليبيا في سوق الطاقة العالمية.
وأشار الدبيبة إلى أن حكومته خصصت للمؤسسة الوطنية للنفط أكبر ميزانية في تاريخها لدعم عملها، معتبراً أن هذه الجولة تمثل رسالة واضحة بأن ليبيا مستعدة للانفتاح على الشركات العالمية في بيئة استثمارية حديثة وشفافة.
وأضاف أن إزالة العقبات التي واجهت قطاع النفط والغاز أدت إلى زيادة إنتاج النفط الخام إلى نحو 1.4 مليون برميل يومياً.
من جهته، أكد رئيس المؤسسة الوطنية للنفط المكلف، مسعود سليمان، أن أكثر من ثلثي الأراضي الليبية تنتظر استكشاف الخيرات الوفيرة الكامنة في باطنها.
وأوضح أن الاستكشاف في مناطق جديدة لن يؤدي فقط إلى زيادة إنتاج النفط والغاز، بل سيسهم أيضاً في تنمية تلك المناطق ودعم القطاع الخاص، مما يوفر فرص عمل جديدة للشباب ويزيد الدخل القومي.
في المقابل، انتقد محمد عون، وزير النفط والغاز السابق بحكومة الوحدة، إعلان جولة الاستكشاف، واصفاً إياه بأنه “مخالف لقرار مجلس النواب”، محذراً الشركاء الأجانب من عدم تنفيذ الأحكام القضائية والتشريعات النافذة في البلاد.
كما نفى مصدر بوزارة الدفاع التابعة لحكومة الوحدة ما تردد عن إصدار الدبيبة قراراً بتشكيل غرفة لمهاجمة الحقول النفطية، واصفاً المستند المتداول بأنه “مزور وهدفه التشويش على إعلان العطاء العام للاستكشاف النفطي”.
من جانب آخر، نفت حكومة الدبيبة ما ورد في تقرير نشرته منصة “American Thinker” حول استعداد ليبيا لاستقبال ما أسمتهم بـ”لاجئين فلسطينيين”، ووصفت هذه الادعاءات بأنها “مختلقة تماماً”.
وأكد المكتب الإعلامي للدبيبة، في بيان مساء الاثنين، أن التقرير يفتقر إلى أدنى معايير المصداقية والمهنية، مشدداً على موقف ليبيا الثابت الداعم للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة على أرضه.
بدورها، قالت رئيسة البعثة الأممية في ليبيا، هانا تيتيه، إنها بحثت مع سفير مالطا، تشارلز صليبا، التطورات والتحديات السياسية الحالية، والسبل التي يمكن للمجتمع الدولي من خلالها دعم الشعب الليبي في التغلب على الجمود السياسي وتعزيز السلام والاستقرار.
وأعربت تيتيه عن امتنانها لحكومة مالطا على دعمها المستمر لعمل الأمم المتحدة والعملية السياسية في ليبيا.