مدينة طنجة في شرعت تثبيت واحدة من أكبر الرايات الوطنية في تاريخ المملكة المغربية، في موقع استراتيجي يمنحها حضوراً بصرياً يمتد إلى الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط.
وبحسب الصحافة الإسبانية، فإن العلم المغربي العملاق، الذي سيزين كورنيش المدينة ويُرى في الليالي الصافية من سواحل طريفة الإسبانية، ليس مجرد قطعة قماش ترفرف في الهواء، بل هو إعلان صريح عن الحضور المغربي في فضائه الطبيعي، بوابة المتوسط وملتقى القارتين.
وتأتي هذه المبادرة في لحظة إقليمية حساسة، تعزز مكانة المغرب كقوة صاعدة في غرب المتوسط، سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وتواكب دينامية دبلوماسية يقودها جلالة الملك محمد السادس لتكريس السيادة المغربية على كامل ترابه ودعم موقعه كشريك موثوق في محيطه الأورو متوسطي.
واختيار طنجة لم يكن عشوائياً، فالمدينة التي تطل على واحد من أهم الممرات البحرية في العالم تحولت إلى رمز للنهضة المغربية ومركز استراتيجي تستقبله أعين العالم، والآن أيضاً أعين الجيران من الضفة الأخرى.
ووفق معطيات المجلس الجماعي لطنجة، يتضمن المشروع علماً وطنياً يتراوح حجمه بين 30 و 50 متراً مربعاً، يرفرف على عمود فولاذي يبلغ ارتفاعه 30 متراً، ما يعادل بناية من تسعة طوابق، مزوداً بإضاءة ليلية خاصة تجعل العلم مرئياً من كافة أرجاء خليج طنجة، ومع ظروف جوية مناسبة، يمكن رؤيته من الساحل الإسباني.
وخصصت الميزانية المرصودة للمشروع 1.3 مليون درهم، لأشغال الهندسة المدنية والمعالجات التقنية التي تضمن صمود المنشأة في منطقة تشتهر برياحها القوية.
ويهدف المشروع ليس فقط إلى خلق عنصر بصري جذاب على الكورنيش، بل إلى تعزيز الهوية الوطنية في الفضاء العام وإبراز الثقة التي يعكسها المغرب في تحركاته الإقليمية والدولية.
ويأتي رفع العلم الضخم في سماء طنجة، عند بوابة أوروبا، في سياق وطني يعرف زخماً دبلوماسياً لافتاً، من قرارات دولية داعمة لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، إلى توسع الشراكات الاستراتيجية في إفريقيا وأوروبا.
وتعزز المبادرة خصوصاً دور طنجة كمنصة متوسطية لصناعة القرار الاقتصادي واللوجستي، ليصبح العلم أكثر من رمز، بل جزءاً من سردية الهوية المغربية القوية والواثقة.
ورغم ما قد يراه البعض في الضفة المقابلة خطوة ذات طابع سياسي، إلا أن جوهر المبادرة يبقى حضارياً وثقافياً، إذ يرفع المغرب رايته على أرضه ويُظهر جمالها ورمزيتها لمن يرغب في رؤيتها، كتعبير عن الفخر الوطني وليس استعراضاً للقوة.
وبهذا المشروع، تعزز طنجة صورتها كمدينة عالمية تنبض بالسيادة المغربية، وتفتح صفحة جديدة في علاقتها بالأفق المتوسطي، فيما تستمر المملكة في رسم ملامح مستقبلها بثقة وهدوء عبر إنجازات الميدان، ونجاحات الدبلوماسية، وتمدد المشاريع الكبرى من البوغاز إلى الداخلة.
تحديث تصنيف “فيفا” العالمي للمنتخبات
