تواجه حكومة جنوب السودان، الغارقة في أزمات مالية وسياسية متشابكة، دعاوى قضائية متزايدة أمام المحاكم البريطانية، رفعتها شركات نفط دولية للمطالبة بمستحقاتها المتأخرة من صفقات نفطية أبرمت في وقت سابق.
وكشفت وثائق محكمة في لندن عن إقامة شركة “بي.بي إنرجي” دعوى ضد وزارة البترول في جنوب السودان، بدعوى الإخلال باتفاق دفع مسبق يتعلق بشحنات نفط لم تسلم، وفق ما أفادت وكالة “رويترز”.
وقال متحدث باسم الشركة إن اللجوء إلى القضاء جاء لحماية حقوقها التعاقدية، مشيرا إلى أن الشركة ما تزال تأمل في التوصل إلى تسوية ودية، رغم البدء بالإجراءات القانونية.
وتأتي هذه الخطوة بعد أسابيع من دعوى مماثلة رفعتها شركة “فيتول” لتجارة النفط ضد جوبا، قبل أن تُسحب لاحقًا عقب تسوية تتعلق بشحنة واحدة ألغيت.
وتسلط هذه التحركات القضائية الضوء على هشاشة الوضع المالي للدولة الوليدة، التي تعاني من أعباء ديون ثقيلة، وانكماش في إنتاج النفط، وتوترات سياسية متصاعدة، ففي مايو الماضي، قضت محكمة بريطانية بإلزام حكومة جنوب السودان بدفع 657 مليون دولار لصالح البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيم بنك) بعد تعثرها في سداد قروض مستحقة.
وبحسب صندوق النقد الدولي، بلغ إجمالي الدين العام على جنوب السودان حتى نهاية 2023 نحو 3.7 مليارات دولار، منها 550 مليون دولار مستحقة لشركات نفط دولية.
وتفاقمت الأزمة مع تراجع الإنتاج النفطي من نحو 400 ألف برميل يوميا قبل الحرب الأهلية إلى نحو 72 ألف برميل يوميا العام الماضي، بسبب تضرر خطوط التصدير، وشهد يونيو الماضي انتعاشا جزئيا بعد استئناف الضخ عبر خط الأنابيب، ليصل الإنتاج إلى 138 ألف برميل يوميا.
وتحذر تقارير دولية من أن استمرار اعتماد جوبا على النفط كمصدر وحيد للدخل، في ظل غياب الشفافية والمحاسبة، يُهدد بمزيد من الانهيار الاقتصادي.
روسيا تحذر من تصعيد الصراع في جنوب السودان وتدعو لحل سياسي
