18 مارس 2025

تسببت مشاهد الانتحار في المسلسلات الرمضانية التونسية في إثارة جدل واسع، حيث انتقدها نشطاء ومتابعون بسبب خطورتها في ظل ارتفاع معدلات الانتحار بالبلاد، ودعا البعض إلى منع هذه المشاهد، محذرين من أنها قد تحرض على تقليد الأفعال الانتحارية، خاصة بين فئة الشباب والمراهقين.

أثارت الحلقة الأولى من المسلسلات الرمضانية التي تبثها القنوات التونسية حالة من الجدل الواسع، بعد عرض مشاهد تتناول قضايا الانتحار، مما أثار انتقادات كبيرة من قبل النشطاء والمتابعين.

وجاءت هذه الانتقادات في ظل ارتفاع معدلات الانتحار في تونس، خاصة بين صفوف المراهقين، مما أثار مخاوف من تأثير هذه المشاهد على المشاهدين.

وفي مسلسل “الرافل”، الذي تبثه القناة الحكومية التونسية، ظهر طفل صغير يمثل مشهد انتحار أمام والده كوسيلة لإخافته، بينما عرضت “قناة الحوار التونسي” في نهاية الحلقة الأولى من مسلسل “الفتنة” مشهداً لرجل غارق في دمائه بعد أن ألقى بنفسه من شرفة منزله.

وقد أثارت هذه المشاهد ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر الكثيرون أن عرض مثل هذه المحتويات في مسلسلات تحظى بنسب مشاهدة عالية خلال شهر رمضان قد يشجع على تقليد هذه الأفعال ويحرض على الانتحار كحل للمشاكل.

علق الناشط أمجد بن حولة على هذه المشاهد بقوله: “ككل عام، تُعرض مشاهد الانتحار على القنوات وتدخل البيوت في وقت ذروة دون تحذير، يشاهدها الصغار قبل الكبار، رغم أن هناك دراسات علمية تؤكد أن التغطية الإعلامية للانتحار أو تقديمه بطريقة عشوائية يمكن أن يسهل عمليات الانتحار لشريحة من الناس”.

وأيدته الناشطة نجاة بنز في رأيها، حيث دعت إلى إيقاف بث مثل هذه المسلسلات ومنعها، معتبرة أنها تشكل خطراً على المجتمع.

من جانبه، أشار الناشط مارو الطيب إلى أن المسلسلات التونسية تعتمد على “تبييض الفساد الأخلاقي” من خلال تكرار مشاهد تعاطي المخدرات والعلاقات غير الشرعية، معتبراً أن هناك مبالغة في تسويق الواقع الاجتماعي التونسي.

وأضاف أن هذه المشاهد المتطرفة تُقدم على أنها تصوير للواقع، مما قد يؤدي إلى تشويه صورة المجتمع.

جاء هذا الجدل في وقت تشهد فيه تونس ارتفاعاً مقلقاً في حالات الانتحار، حيث رصدت إحصائيات صادرة عن منظمات حقوقية 12 حالة انتحار خلال الفترة الأخيرة، انتهت 8 منها بالوفاة.

ويأتي هذا الارتفاع في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة يعاني منها الكثير من التونسيين، خاصة الشباب والمراهقين.

وقد دفع هذا الواقع الكثيرين إلى المطالبة بضرورة مراجعة المحتوى المقدم في المسلسلات التلفزيونية، خاصة في شهر رمضان الذي يشهد ارتفاعاً كبيراً في نسب المشاهدة، مع التأكيد على أهمية تقديم محتوى هادف ومسؤول يعكس قضايا المجتمع دون أن يشكل خطراً على المشاهدين.

اقرأ المزيد