دراسة للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وجامعة صفاقس، أن نحو 70% من المهاجرين غير النظاميين القادمين من دول جنوب الصحراء الكبرى إلى تونس لا يثقون بالمنظمات غير الحكومية، واعتبروها متواطئة مع سياسات أوروبا.
ونُشرت الدراسة تحت عنوان “مهاجرو إفريقيا جنوب الصحراء في تونس: الأنماط، ووسائل العيش، وانحرافات سياسات الهجرة”، وقام بالدراسة فرق بقيادة عالم الاجتماع زهير بن جنات، وشملت 402 مهاجرا وعلى مدى ستة أشهر بداية من يناير وحتى يونيو من العام الحالي؛ باستخدام استبيانات ومقابلات ومناقشات مركّزة في تونس الكبرى، وصفاقس، ومدنين.
وأظهرت النتائج أن ما يقارب 85% من المشاركين دخلوا تونس عبر الأراضي، منهم 60% عبر الحدود مع الجزائر و25% عبر ليبيا، بينما وصلت نسبة 14% منهم جوّا بدون تأشيرة.
ورغم حصول نحو 27% منهم على شهادات جامعية، إلا أن ظروف حياتهم تبقى “مزرية”، حسبما أكدت الخبيرة السياسية ياسمين العكرمي، مشيرة إلى أن 85% منهم لم يتلقوا أي دعم من المنظمات الدولية.
وتفاقم المعاناة يشير إلى أن مهاجرا واحدا من بين كل خمسة وقع ضحية استغلال في العمل، بينما تعرض 40% منهم للعنف الجسدي، و30% أُصيبوا باضطراب ما بعد الصدمة.
كما تسلط الدراسة الضوء على النمو الديموغرافي في أوساط المهاجرين، حيث بلغت نسبة النساء 27%، ما يدل على تحول من الهجرة الفردية إلى الأسرية.
وانتقدت الدراسة بقوة الخطاب الذي يفيد بوجود “غزو” للمهاجرين أو “مؤامرة دولية”، مؤكدة غياب أي دليل يدعم هذا التوصيف.
واختتمت الدراسة بدعوة لإصلاح شامل لسياسات الهجرة في تونس، من خلال تعزيز شبكات الحماية الاجتماعية، وتوفير مسارات قانونية وآمنة للهجرة، وإعادة بناء الثقة في المنظمات الدولية عن طريق التعاون مع المؤسسات المحلية والمهاجرين أنفسهم. وشددت أيضا على ضرورة تبنّي نهج تشاركي يستند إلى احتياجات المهاجرين الفعلية كسبيل لتعزيز الأمان وتحسين ظروف العيش لهذه الفئة الضعيفة.
تونس تعلق نشاط منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لمدة شهر
