20 مارس 2025

تحركات مرتزقة كولومبيين عبر ليبيا لدعم “قوات الدعم السريع” في السودان أدت إلى تدخل عسكري، مما يكشف عن تعقيدات أمنية جديدة ويبرز خطورة تدفق المقاتلين الأجانب في المنطقة.

كشف تقرير صادر عن وكالة “نوفا” الإيطالية عن تحركات مرتزقة كولومبيين عبر الأراضي الليبية للانضمام إلى الدعم السريع في السودان، للمشاركة في القتال ضد القوات المسلحة السودانية.

وأشار التقرير إلى أن هؤلاء المرتزقة عبروا الصحراء الليبية في نوفمبر الماضي، ووصلوا إلى منطقة جبل العوينات، وهي منطقة حدودية جبلية تقع بين ليبيا والسودان ومصر، حيث انضموا إلى قوات الدعم السريع.

وكانت المهمة الموكلة إلى المرتزقة الكولومبيين تتمثل في دعم قوات الدعم السريع في حصار مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

ومع ذلك، تمكنت القوات المسلحة السودانية من اكتشاف تحركاتهم، مما أدى إلى نصب كمين لقافلتهم، وتم استهدافهم بغارة جوية باستخدام طائرة مسيرة (بدون طيار)، أسفرت عن مقتل 22 مرتزقاً.

في أعقاب هذه الحادثة، قدمت الحكومة الكولومبية اعتذاراً رسمياً إلى السلطات السودانية عن تورط مواطنيها في الصراع الدائر في السودان.

ويُذكر أن المرتزقة الكولومبيين، الذين غالباً ما يكونون من العسكريين السابقين، يشتهرون بانخفاض تكاليفهم مقارنة بغيرهم من المرتزقة، مما يجعلهم خياراً شائعاً في النزاعات المسلحة حول العالم.

ويكشف هذا التقرير عن الدور الذي تلعبه ليبيا كمعبر رئيسي للمرتزقة والمقاتلين الأجانب في الصراعات الإقليمية، خاصة في ظل الأزمة السياسية والأمنية التي تعيشها البلاد منذ سنوات.

كما يسلط الضوء على التحديات الأمنية التي تواجهها دول الجوار، مثل السودان، بسبب تدفق المقاتلين عبر الحدود المفتوحة وغير المحكمة.

ويُظهر التقرير أيضاً تعقيدات الصراع في السودان، حيث تلجأ الأطراف المتحاربة إلى استقدام مقاتلين أجانب لدعم عملياتها العسكرية.

كما يعكس التقرير المخاطر الأمنية المترتبة على وجود مرتزقة في مناطق الصراع، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية.

وتُعد كولومبيا واحدة من الدول التي تشتهر بتصدير المرتزقة، الذين غالباً ما يكونون من العسكريين السابقين أو أعضاء سابقين في الجماعات المسلحة.

ويتمتع هؤلاء المرتزقة بخبرة قتالية واسعة، مما يجعلهم مطلوبين في النزاعات المسلحة حول العالم، وتُعرف كولومبيا تاريخياً بظاهرة “المقاتلين من أجل المال”، الذين يشاركون في صراعات خارجية مقابل أموال.

يُعتبر هذا التقرير مؤشراً على توسع نطاق الصراع في السودان، حيث لم يعد مقتصراً على الأطراف المحلية فحسب، بل يشمل أيضاً لاعبين دوليين ومرتزقة أجانب.

كما يثير تساؤلات حول الدور الذي تلعبه بعض الدول في تسهيل تحركات المرتزقة عبر أراضيها، وما إذا كانت هناك جهات تدعم هذه التحركات بشكل مباشر أو غير مباشر.

ويُتوقع أن تزيد هذه التطورات من تعقيد الجهود الدولية الرامية إلى إحلال السلام في السودان، خاصة في ظل استمرار تدفق الأسلحة والمقاتلين عبر الحدود.

كما يُظهر التقرير الحاجة الملحة إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة ظاهرة المرتزقة، التي تُعد تهديداً للأمن والاستقرار في العديد من المناطق حول العالم.

اقرأ المزيد