كشف تقرير صادر عن الجمعية الوطنية الفرنسية أن التدهور الكبير الذي شهدته العلاقات بين باريس والجزائر خلال السنوات الأخيرة انعكس بشكل مباشر على الاقتصاد الفرنسي، وخاصة في قطاع الحبوب الذي فقد أحد أهم أسواقه الخارجية
وأورد التقرير، الصادر في 5 نوفمبر الجاري، باسم لجنة الشؤون الاقتصادية في البرلمان الفرنسي ضمن مناقشات مشروع قانون الموازنة لعام 2026، أن الجزائر توقفت تماما عن استيراد القمح الفرنسي منذ عامي 2023 و2024، رغم أنها كانت حتى وقت قريب أكبر مستورد له بمتوسط سنوي يقارب خمسة ملايين طن، أي ما يعادل نصف صادرات فرنسا من القمح اللين.
وأوضح التقرير أن الأزمة الدبلوماسية الحادة بين البلدين كانت السبب الرئيسي وراء توقف المبادلات التجارية، مشيرا إلى أن هذا الانقطاع أسهم في تراجع الفائض الزراعي الفرنسي عام 2024، بعد أن كانت السوق الجزائرية تشكل منفذا استراتيجيا للبضائع الزراعية الفرنسية نحو إفريقيا.
ووفقا للوثيقة، فإن الجزائر تمثل نموذجا لدول اختارت استخدام سيادتها التجارية كورقة سياسية، وهو ما تسبب بحسب التقرير، بخسائر اقتصادية ورمزية مزدوجة لفرنسا، ودفعها إلى البحث عن أسواق بديلة وسط مشهد دولي مضطرب.
وفي خضم النقاش داخل لجنة الشؤون الاقتصادية، عبّر النائب اليساري ماكسيم ليسني، عن كتلة “فرنسا الأبية – الجبهة الشعبية الجديدة”، عن “أسفه العميق لتدهور العلاقات مع الجزائر”، معتبرًا أن “فقدان السوق الجزائرية يعني خسارة نحو خمسين بالمائة من صادرات فرنسا من القمح”، ودعا الحكومة إلى الكف عن السياسات العدائية تجاه الجزائر.
كما انتقد ليسني مشروع القرار الذي يعتزم حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف طرحه في البرلمان لإلغاء اتفاق 1968 المنظم لإقامة وتنقل الجزائريين بفرنسا، واصفًا المبادرة بأنها “عنصرية وتصب الزيت على النار”.
وفي المقابل، تبنى النائب اليميني ألكسندر أليغراي-بيلو موقفا مغايرا، معربا عن “ألم حقيقي تشعر به النخب الفرنسية نتيجة المقاطعة الجزائرية للقمح والسلع الفرنسية”، ومؤكدا دعمه لإلغاء الاتفاق ذاته، متسائلا: “إذا كانت الجزائر لم تعد تشتري منتجاتنا، فلماذا نستمر في تقييد سيادتنا باتفاق تجاوزه الزمن؟”.
فرنسا.. استدعاء ساركوزي منتصف أكتوبر لتحديد موعد سجنه في قضية التمويل الليبي
