05 ديسمبر 2025

كشف تقرير حديث صادر عن مؤسسة Eurosec الأوروبية أن المغرب أصبح من أبرز الوجهات في شمال إفريقيا لتجارة الهواتف الذكية المهربة من أوروبا، محذرا من خسائر مالية ضخمة وتداعيات أمنية وبيئية متنامية.

ووفقا للتقرير، تهرب سنويا نحو 500 ألف هاتف ذكي إلى السوق المغربية، معظمها أجهزة مستعملة أو مجددة تصدر من موانئ أوروبية خارج الأطر الجمركية القانونية. وتقدر الخسائر السنوية للخزينة المغربية بنحو ملياري درهم نتيجة فقدان الرسوم والضرائب الجمركية المفروضة على الأجهزة المستوردة بشكل نظامي.

وأوضح التقرير أن هذه التجارة غير المشروعة تُسهم في إرباك السوق المحلية عبر بيع أجهزة بأسعار منخفضة لا تراعي معايير الجودة والسلامة، مما يخلق منافسة غير عادلة مع الشركات المرخصة، ويضعف جهود الدولة في ضبط سوق الاتصالات.

كما نبّه إلى مخاطر الأمن السيبراني الناجمة عن دخول أجهزة مجهولة المصدر وغير مؤمنة، إضافة إلى ما تخلّفه من نفايات إلكترونية يصعب تتبعها أو التخلص منها وفق المعايير البيئية.

وأشار التقرير إلى أن نحو 75% من الهواتف المهربة إلى المغرب تعد مستعملة، بينما تصل نسبة الأجهزة غير الصالحة إلى 20%، في حين يعاد تدوير أو تفكيك نحو 5% منها داخل البلاد لإعادة بيعها في الأسواق الشعبية.

ورغم الإجراءات التي تتخذها إدارة الجمارك والأجهزة الأمنية المغربية للحد من هذه الظاهرة، أكد التقرير أن شبكات التهريب لا تزال تنشط بفضل الطلب المتزايد على الهواتف الذكية، وضعف الرقابة الجمركية على الأجهزة المستعملة القادمة من الخارج.

ويرى خبراء اقتصاديون أن استمرار هذه الظاهرة يشكل نزيفا ماليا وهيكليًا للاقتصاد المغربي، داعين إلى تشديد الرقابة على الواردات الإلكترونية، وتفعيل آليات التتبع الرقمي للأجهزة الذكية المستعملة للحد من انتشار السوق الموازية وحماية المستهلكين من الأجهزة مجهولة المصدر.

 

الموت يغيب الفنان المغربي مصطفى سوليت بعد تعرّضه لاعتداء وحشي

اقرأ المزيد