الباحث والمحلل السياسي نزار نزال يؤكد أن إسرائيل تعيق معبر رفح، وتتجنب الصدام حفاظاً على عقيدتها الدفاعية، ويطالب الشارع العربي بمواقف أقوى، وسط شكوك بأيادٍ خفية تسعى لتشويه سمعتها.
في حوار أجراه موقع “أخبار شمال إفريقيا” مع الباحث والمحلل السياسي نزار نزال، تناول الأخير موقف مصر من إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، مشيراً إلى التحديات السياسية والعسكرية التي تواجهها القاهرة، وسط ضغوط شعبية وتساؤلات حول وجود أيادٍ خفية تسعى لتشويه صورتها.
أكد نزال أن السلطات المصرية تعتبر معبر رفح مفتوحاً من الجانب المصري في سيناء، لكن الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر وعلى محور فيلادلفيا، هو من يعيق إدخال المساعدات.
وأوضح أن مصر تتجنب إدخال قوافل المساعدات بشكل مباشر خوفاً من استهدافها من قبل إسرائيل، مما قد يؤدي إلى سقوط ضحايا وتحميل مصر تبعات ذلك، وأشار إلى أن هذا الموقف ينبع من العقيدة الدفاعية المصرية التي تتجنب الصدام المباشر مع إسرائيل.
وعن الضغوط الدولية، نفى نزال وجود ضغوط مباشرة على مصر لفتح المعبر، موضحاً أن العائق الأساسي يكمن في السيطرة الإسرائيلية.
ومع ذلك، لفت إلى وجود ضغوط شعبية تتجلى في احتجاجات أمام السفارات المصرية في عدة دول، حيث يطالب الشارع العربي والإسلامي مصر باتخاذ موقف أكثر حسماً.
وأضاف أن هذه الاحتجاجات تحمل رسائل تطالب السلطات المصرية والنخب السياسية بالتحرك، سواء عبر دبلوماسية ناعمة أو باستخدام أوراق ضغط مثل إعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد أو قطع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية.
لكنه استدرك قائلاً إن مصر، التي تعاني من تحديات اقتصادية وتعتمد على المساعدات الخارجية، قد تجد صعوبة في تبني هذه الخطوات، خاصة تحت ضغوط إسرائيلية وأمريكية ومن بعض الأنظمة الداعمة لإسرائيل.
وأشار نزال إلى أن الغضب الشعبي في الشارع العربي والإسلامي تجاه الموقف المصري ينبع من الاعتقاد بأن مصر، كونها العمود الفقري للعالم العربي، تتحمل مسؤولية كبيرة تجاه قضايا غزة، خاصة في ظل أزمات التجويع والحصار.

ولم يستبعد وجود أيادٍ خفية، ربما إسرائيلية، تسعى لتشويه سمعة مصر، مستشهداً بما يُعرف بـ”مشروع هارون” الذي يهدف، حسب قوله، إلى تفكيك الجيش المصري من الداخل، نظراً لقوته العسكرية الضخمة التي تضم 1.5 مليون مقاتل نظامي، و18 ألف دبابة حديثة، و6000 مدفع، و1150 طائرة مقاتلة، منها 400 طائرة F-16 وأسراب من طراز G-10C.
وأكد نزال أن ملف غزة يتطلب حكمة كبيرة من مصر، حيث إن أي انجراف إلى صراع عسكري مع إسرائيل قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الطرفين.
واستحضر التجربة التاريخية للعدوان الثلاثي عام 1956 للتأكيد على ضرورة الحذر، مشيراً إلى أن الجيش المصري اليوم أقوى بكثير مما كان عليه في الخمسينيات أو السبعينيات، لكنه يظل ملتزماً بالحذر الاستراتيجي في التعامل مع هذا الملف الحساس.

وختم نزال حديثه بالتأكيد على أن مصر، رغم أعبائها كدولة محورية في العالم العربي، تسعى لتحقيق توازن دقيق بين الضغوط الشعبية والدولية، والتحديات الاقتصادية والسياسية، مع الحفاظ على استقرارها الداخلي وسلامة حدودها.
مصر تعلن انخفاض ديونها الخارجية
