05 ديسمبر 2025

تواصل النيجر تنفيذ خطواتها لإعادة صياغة مؤسسات الدولة في إطار مشروع “إعادة التأسيس”، وكان آخرها سلسلة إجراءات لإعادة ضبط المشهد القضائي، أثارت تباينا في المواقف بين من يراها إصلاحًا ضروريا ومن يعتبرها مساسا بالحريات النقابية.

وخلال الأسابيع الماضية، أقدمت السلطات على حل خمس نقابات قضائية، ثم شطبت عضوية قاضيين من النقابة المستقلة لقضاة النيجر.

وفي موازاة ذلك، دخل القضاة في إضراب مفتوح بدعوة من نقابة “سَمان”، ردا على مرسوم جديد يمنح رئيس الدولة صلاحيات استثنائية لضمان انضباط السلك القضائي خلال فترة “إعادة التأسيس”.

وقوبلت هذه الخطوات بتحفظات من منظمات حقوقية دولية، أبرزها الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، التي أعربت عن مخاوفها من تأثير القرارات على حرية التنظيم النقابي.

وتؤكد السلطات النيجرية أن إصلاح القضاء جزء محوري من رؤية “إعادة التأسيس”، إلى جانب إصلاحات سياسية وأمنية واقتصادية، وأن الهدف هو ترسيخ مبدأ سيادة القانون وبناء مؤسسات قوية تحظى بثقة المواطنين.

ويرى الباحث النيجيري في قضايا الحكم إيبينيزر أوباداري أن الهدف من هذه الإجراءات هو “إنهاء التسييس المفرط للجسم القضائي، وتعزيز ثقافة المسؤولية والالتزام المهني داخل المحاكم”، مؤكدا أن ضبط العلاقة بين القضاء والسلطة التنفيذية أمر مألوف في فترات التحولات السياسية الكبرى.

ومن جانبه، اعتبر الخبير الغاني في السياسات العامة كوامي نكروما-أغيي أن “المرحلة الراهنة تمثل فرصة لإعادة ترتيب البيت الداخلي للقضاء، بما يضمن استقلاله في إصدار الأحكام وانضباطه في الممارسة، بعيدا عن التجاذبات النقابية التي قد تتحول إلى أدوات لصراعات سياسية”.

ليبيا والنيجر تبحثان التعاون الأمني وتأمين الحدود المشتركة

اقرأ المزيد