مساعد المدير العام للدفاع المدني للطوارئ والكوارث في السودان، اللواء قرشي حسين عبد القادر، قال إنّ غرفة عمليات الدفاع المدني رصدت تأثير الأمطار في 7 ولايات سودانية، مشيراً إلى أنّ عدد الوفيات بلغ 64 حالة إلى جانب تدمير آلاف المباني.
وأوضح قرشي في تصريحات صحيفة لوسائل إعلام سودانية، أنّ ولاية نهر النيل (شمال السودان) سجلت وحدها 31 حالة وفاة و 38 إصابة.
وأشار إلى أنّ الكارثة دمرت أكثر من 2000 مبنى بشكل كلي، وأكثر من 6 آلاف مبنى بشكل جزئي، فضلا عن تأثر نحو 9 آلاف فدان من الأراضي الزراعية.
وحذّر قرشي المقيمين على ضفاف النيل والأنهار والمصارف من مخاطر السيول، داعيا إلى أخذ الحيطة والحذر حفاظا على الأرواح والممتلكات، خاصة في المناطق الهشّة الواقعة على مجاري المياه.
سياسيا، نعى رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان ضحايا الانزلاق الأرضي، مؤكدا تسخير كل الإمكانيات المتاحة لتقديم الدعم والإغاثة للمتضررين، نتيجة هذه الكارثة.
وكان الحاج أحمد محمد من ولاية نهر النيل شمال السودان، يعيش حياة هادئة مع أسرته الصغيرة بمدينة الدامر، وفجأة ضاع كل شيء، ووجد نفسه وحيداً إلا من أطياف أبنائه الذين قضوا في كارثة السيول وذكريات موجعة، وبلا مصدر رزق سوى إعانات بقدمها الجيران المشفقون على حاله.
وبنبرة حزينة وصوت واهن تحدث محمد عن المأساة التي قلبت حياته رأساً على عقب بعد أن جرفت السيول منزله وفقد أسرته، مشيراً إلى أنه لم يتوقع يوماً أن يفقد أبناءه أمام ناظريه.
وتابع: “الماء كان أسرع من خطواتي ومن صرخاتي.. كان كل شيء يمضي على ما يرام، إلى أن ابتلعت السيول حياتي”.
ورغم الألم العميق، لم يخل صوته من رجاء: “أمنيتي الوحيدة أن يجد من تبقى من الأهالي من يمد لهم يد العون، حتى نعيد بناء حياتنا, ونمسح دموع أطفال القرية”.
ومن قلب المأساة أيضاً، روت سيدة تدعى فاطمة قصتها ل “الشرق”، وكيف أن النجاة كانت حظها ولأطفالها، لكنها في المقابل خسرت أرت كل ما تملك.
ومضت تقول: “في لحظات فقط، غمرت المياه بيتنا, وسقط الجدار أمام أعيننا، لم تحمل شيئاً سوى أرواحنا.. ركضنا نحو مكان مرتفع، وتركنا كل شيء خلفنا”.
وفاطمة، وهي أم ل5 أطفال، كانت تسكن منزلاً متواضعاً مبنياً من الطين في أطراف المدينة، وجرفت السيول المنزل بالكامل وتركتها مع أسرتها من دون مأوى ولا متاع، لكنها رغم الخسارة الكبيرة عبرت عن امتنانها لنجاة الجميع: “البيت يعوض، لكن الروح لا تعوض”.
وبعد المأساة تعيش فاطمة مع أطفالها في منزل أحد أقاربها بمدينة شندي القريبة بشكل مؤقت في انتظار تشييد مركز إيواء لأسر المتضررة.
السودان يرفع حالة القوة القاهرة ويستأنف نقل النفط إلى بورتسودان
