تستعد مصر غدا الأربعاء لفعالية تعد من أبرز المحطات في تاريخ برنامجها النووي السلمي، إذ يشارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين افتراضيا في مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل الرئيسي للوحدة الأولى بمحطة الضبعة النووية على ساحل المتوسط.
وتأتي الفعالية بالتزامن مع الاحتفال السنوي للطاقة النووية في مصر، الذي يوافق التاسع عشر من نوفمبر، تخليدا لتوقيع الاتفاق الحكومي بين القاهرة وموسكو لإنشاء وتشغيل أول محطة نووية مصرية، وهو اتفاق يمثل نقطة انطلاق البرنامج النووي الحالي.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية محمد الشناوي إن مشاركة الرئيسين تؤكد عمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مشيرا إلى أن التعاون النووي الراهن يعد امتدادا لمسار طويل من المشاريع المشتركة، من أبرزها السد العالي في ستينيات القرن الماضي، وصولا إلى مشروع محطة الضبعة الذي ينظر إليه اليوم باعتباره أحد أهم المشاريع القومية في قطاع الطاقة.
وكشفت الجهات المشرفة على المشروع أن الفرق الفنية أنهت تجهيزات أساسية داخل مبنى الاحتواء، شملت تركيب حلقة دعم هيكلية وأجزاء إنشائية مساعدة، تمهيدا لرفع وعاء الضغط بواسطة رافعة متخصصة تصل قدرتها إلى نحو ألفي طن، لضمان وضعه في موقعه الدقيق وفق المعايير التقنية الصارمة المتبعة في بناء المفاعلات النووية.
ويعد وعاء الضغط المكون الرئيس الذي يضم قلب المفاعل حيث تتم التفاعلات النووية الانشطارية، وتصمم هذه المعدات لتحمل درجات حرارة مرتفعة تتجاوز 300 درجة مئوية وضغوط تشغيل عالية، مع ضمان العزل الكامل للمواد المشعة.
ووصل الوعاء إلى ميناء الضبعة في 21 أكتوبر الماضي ضمن عملية نقل لوجستية معقدة من روسيا استغرقت عدة أسابيع، أُحيطت خلالها تجهيزات النقل بمعايير أمان نووية متقدمة.
وتتكون محطة الضبعة من أربع وحدات نووية بقدرة 1200 ميجاوات لكل منها، ليبلغ إنتاجها الإجمالي 4800 ميجاوات، وتعمل بتكنولوجيا مفاعلات الماء المضغوط الروسية من الجيل الثالث المطور (VVER-1200) ، المصنفة ضمن الأنظمة الأعلى أمانا والأكثر انتشارا حول العالم.
وتنص العقود الموقعة في ديسمبر 2017 على التزام الجانب الروسي ببناء المحطة وتزويدها بالوقود النووي طوال عمرها التشغيلي المتوقع أن يمتد إلى ستة عقود، إضافة إلى تدريب الكوادر المصرية ودعمها في مراحل التشغيل، وتشييد مرافق مخصصة لتخزين الوقود المستهلك بشكل آمن.
ويضع المشروع، بحسب رؤية الدولة المصرية، أساسا لمرحلة جديدة تهدف إلى تعزيز أمن الطاقة المحلي وتقليل الاعتماد على مصادر تقليدية، ويدعم مسعى القاهرة للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة النظيفة في المنطقة.
ومن المنتظر أن يمهد تركيب وعاء الضغط الطريق لبدء الاختبارات التشغيلية تمهيدا لدخول الوحدة الأولى إلى الخدمة عام 2028، في خطوة توصف بأنها تحول نوعي في البنية الاستراتيجية للطاقة في مصر.
روسيا تؤكد عزمها عقد اجتماع فلسطيني جديد لتحقيق تسوية دائمة في الشرق الأوسط
