قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن مصر قدمت الدعم لغزة منذ بدء الحرب، متسائلاً عن الانتقادات لها بدعوى عدم القيام بدور كافٍ، وأكد أن مصر مسؤولة عن أمنها، مشيراً إلى تأثيرات الأوضاع بعد ثورة يناير وضرورة التحمل في مواجهة التحديات.
في رد واضح على الانتقادات الدولية الموجهة لمصر بشأن دورها في أزمة غزة، أعاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التأكيد على موقف بلاده الثابت، مشدداً على أن مصر قدمت الدعم “منذ اليوم الأول” للأزمة في القطاع.
جاء ذلك خلال كلمته في ندوة للقوات المسلحة المصرية بمناسبة الذكرى الـ52 لنصر أكتوبر 1973، اليوم الأحد، حيث قال السيسي: “الجميع في مصر كان مهموماً بما يحدث وحاولت وقف الحرب ومساعدة أهل غزة منذ اليوم الأول”.
وتناول الرئيس المصري الانتقادات الموجهة لمصر بأنها “لم تقم بالدور المناسب لها”، متسائلاً: “هم متصورين إن مصر تحارب؟ هل هذا مطلوب من مصر صاحبة الـ110 ملايين نسمة و10 ملايين آخرين ضيوف فيها؟ ومقدرات الدولة نضيعها علشان فكرة ووجهة نظر؟”.
وأضاف موضحاً: “اليوم الذي سيحدث فيه اقتتال، فإن الساعة الوحدة منه تؤخر الدولة سنوات إلى الوراء”، كاشفاً عن أن مصر أنفقت في حربها ضد الإرهاب خلال السنوات الماضية 100 مليار جنيه، بخلاف الضحايا من الجيش والشرطة والقضاء وأفراد الشعب.
وربط السيسي بين الأوضاع التي أعقبت ثورة يناير 2011 في مصر وما تشهده البلاد حالياً، مؤكداً أن “لها تأثيرات ضخمة وتداعياتها مستمرة لسنوات قادمة”.
وأوضح أن الحروب لها صور مختلفة وليست فقط بالسلاح، قائلاً: “ما جرى في مصر كانت حرباً مماثلة لحرب أكتوبر 1973 لكن بصورة مختلفة”.
وتابع: “الحرب ليست فقط بالسلاح ولكن بالمعرفة والاقتصاد والإرادة والتحمل، وهذه كلها من أشكال الأسلحة”، مشيراً إلى أن “هذه هي الأسلحة التي نواجه بها التحديات”.
كما تناول الرئيس الهجمات التي تعرضت لها السفارات المصرية في الخارج بداعي اتهام مصر بحصار غزة، ووصف هذه الهجمات بأنها “مكر وكذب وإفك لكن هذه هي السياسة”.
يذكر أن الرئيس السيسي كان قد رد في سبتمبر الماضي على الانتقادات الموجهة لمصر بشأن عدم فتح معبر رفح بالقوة، قائلاً إن اقتحام المعبر وإدخال المساعدات بالقوة يتطلب “عملاً عسكرياً”، ومتسائلاً: “هل مطلوب من مصر الدخول في حرب نتيجة التطورات التي حدثت في القطاع؟”.
وختم موضحاً فلسفة مصر في التعامل مع الأزمة: “أنا مسؤول عن المصريين وأمنهم وسلامتهم وليس اتخاذ مواقف وإجراءات تؤدي إلى إيذاء الدولة إلا إذا فرض علينا، نحن ندافع عن أنفسنا فقط ولا نهاجم أحد، هل مطلوب من مصر أن تهاجم؟ لا نحن ندافع عن أنفسنا فقط”.
مصر ترفض الادعاءات الإسرائيلية حول تهريب أسلحة عبر حدودها
