05 ديسمبر 2025

الجيش السوداني أعلن إحباط هجوم واسع شنّته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في واحدة المعارك التي شهدتها المنطقة منذ بداية التصعيد العسكري الأخير في السودان.

وفي بيان صادر عن أحمد حسين مصطفى، المتحدث باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، أوضح أن “القوات المتحالفة مع الجيش خاضت معركة بطولية صدّت خلالها الهجوم الذي شنّته قوات الدعم السريع من عدة محاور”، مشيراً إلى أن هذه القوات كانت قد حشدت تشكيلات عسكرية ضخمة خلال الأسابيع الماضية بهدف السيطرة على المدينة الإستراتيجية.

وأكد البيان أن قوات الجيش والمقاومة الشعبية كانت في حالة تأهب قصوى، وتمكنت من إلحاق خسائر فادحة في صفوف المهاجمين، من بينها مقتل عدد كبير من عناصر الدعم السريع، وتدمير عشرات المركبات القتالية، بينها عربات مصفحة، إضافة إلى الاستيلاء على آليات عسكرية بكامل تجهيزاتها.

ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري قوله إن المدفعية الثقيلة التابعة للجيش السوداني دمّرت ست مركبات تابعة للدعم السريع خلال المواجهات، فيما دارت معارك ضارية في المحور الجنوبي من المدينة، حيث تصدت القوات المشتركة لمحاولة توغل كبيرة نفذتها وحدات من الدعم السريع قدمت من مناطق متفرقة من إقليم دارفور.

ويأتي هذا التصعيد العسكري الجديد في ظل أوضاع إنسانية كارثية تعيشها مدينة الفاشر، حيث يواجه عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين نقصاً حاداً في الغذاء والدواء، بالتزامن مع استمرار القتال، رغم دعوات الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى هدنة إنسانية لمدة أسبوع لتسهيل إيصال المساعدات إلى المدنيين.

ويُذكر أن الحرب في السودان اندلعت في 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وامتدت إلى مناطق متفرقة من البلاد، متسببةً في أزمات إنسانية ومعيشية خانقة، وأدت إلى تدهور الخدمات الصحية وتصاعد أزمة النزوح الداخلي والخارجي.

ورغم جهود الوساطة التي قادتها أطراف عربية وأفريقية ودولية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، إلا أن جميع المساعي حتى الآن لم تنجح في إنهاء القتال، بينما تستمر المعارك في حصد مزيد من الأرواح وتعميق معاناة المدنيين في مناطق النزاع.

السودان.. مليوني نازح يعودون إلى ديارهم

اقرأ المزيد