05 ديسمبر 2025

حظرت الجزائر جميع التعاملات بالعملات الرقمية في قرار صارم لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، ويشمل الحظر التعامل والإصدار والتعدين، ويُعتبر استكمالاً لحظر جزئي منذ 2018، ويسعى القرار لتعزيز الثقة في النظام المالي ويعكس جدية الجزائر في مواجهة الجرائم المالية.

في قرار يُعتبر الأكثر صرامة في المنطقة، حظرت الجزائر بشكل كامل جميع التعاملات بالعملات الرقمية، وذلك عبر تعديلات قانونية نشرت في الجريدة الرسمية يوم الاثنين الماضي. 

يأتي هذا الإجراء في إطار تشديد الإجراءات لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، خاصة بعد تصنيف الجزائر كدولة عالية المخاطر من قبل البرلمان الأوروبي.

ويمتد الحظر الجديد ليشمل جميع أشكال التعامل بالعملات الرقمية، بدءاً من إصدارها وشرائها وبيعها، مروراً باستخدامها أو حتى مجرد حيازتها.

كما شمل المنع عمليات التعدين الرقمي وإنشاء منصات التداول، في سعي واضح لسد جميع المنافذ التي قد تتسلل منها هذه العملات إلى الاقتصاد الوطني، ويُعتبر هذا التشديد استكمالاً لحظر جزئي كان قد بدأ عام 2018، لكنه هذه المرة جاء أكثر شمولية ووضوحاً.

يكشف الخبير المالي سليمان ناصر عن الأسباب الكامنة وراء هذا القرار الحاسم، مشيراً إلى أن العملات الرقمية أصبحت تشكل قناة مثالية لتحويل الأموال بلا رقابة، وتمويل الأنشطة غير المشروعة بما في ذلك الإرهاب. 

كما يأتي هذا الإجراء في سياق سعي الجزائر لتحسين تصنيفها الدولي في مجال مكافحة الجرائم المالية، وتعزيز ثقة الشركاء الأجانب في نظامها المالي.

يفرض القانون الجديد على البنوك والمؤسسات المالية إجراءات صارمة للتعامل مع العملاء، خاصة ذوي الخطورة العالية مثل الشخصيات السياسية. 

كما يلزمها بتعزيز آليات الرقابة على مصادر الأموال، ورفع تقارير فورية عن أي معاملات مشبوهة.

وتصل العقوبات على المخالفين إلى غرامات ضخمة قد تتجاوز 38 ألف دولار، مع إمكانية محاسبة المسؤولين شخصياً في حال ثبوت الإهمال أو التواطؤ.

في الوقت الذي تشهد فيه الجزائر انتشاراً متزايداً للتعامل بالعملات الرقمية عبر منصات أجنبية، يأتي هذا القرار كخطوة استباقية لحماية الاستقرار المالي. 

وبالإضافة إلى مخاطر تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، تحاول السلطات وقاية الاقتصاد من التقلبات الخطيرة التي قد تسببها هذه العملات غير الخاضعة للرقابة، خاصة في ظل غياب إطار تنظيمي واضح كان يحكم هذه المعاملات سابقاً.

لا يهدف هذا القرار فقط إلى حماية الأمن المالي الداخلي، بل يحمل أيضاً رسائل قوية للمجتمع الدولي، تؤكد جدية الجزائر في مكافحة الجرائم المالية. 

كما يعكس سعي البلاد لتحسين تصنيفها في التقارير الدولية، وتعزيز ثقة المستثمرين الأجانب في نظامها المالي، في وقت تواجه فيه تحديات اقتصادية كبيرة بسبب تقلبات أسعار النفط والغاز.

هزة أرضية بقوة 3.6 درجات تضرب ولاية معسكر الجزائرية

اقرأ المزيد