06 يوليو 2024

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن “السلام والتنمية المستدامة في إفريقيا يواجهان تحديات هائلة، تتراوح بين الفقر والجوع وأوجه عدم المساواة وتغيّر المناخ والنزاعات والإرهاب وأعباء الديون الساحقة”.

ودعا إلى “تسريع الجهود لإنقاذ أهداف التنمية المستدامة، وتوفير التمويل اللازم للدول الإفريقية، وتعزيز التعاون الدولي لحماية حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب”.

وفي رسالة وجّهها إلى منتدى “أسوان للسلام والتنمية المستدامين” المنعقد في القاهرة يومي الثلاثاء والأربعاء، أكد غوتيريش أنه برغم التحديات إلا أن “الطريق إلى الأمام جليّ”، وأن “توفير التمويل ميسور التكلفة وطويل الأجل يشكّل وقوداً للتنمية، غير أن العديد من البلدان الإفريقية لا تجد هذا الوقود لدفع مسيرتها”.

وأكد أن “هذه البلدان تحتاج إلى كم هائل من مساعدات تخفيف عبء الديون، وإلى خفض تكاليف الاقتراض، وتوسيع القدرة على الوصول إلى التمويل بشروط ميسّرة”، مؤكداً أن هذا هو السبب وراء دعوته لوضع خطة لتحفيز أهـداف التنمية المستدامة، وإلى تطبيق إصلاحات عميقة في الهيكل المالي العالمي، لكي تتمكّن البلدان النامية من الاستثمار في الوظائف والمساواة بين الجنسين والتعليم.

كما أكد غوتيريش ضرورة “تحقيق قفزة نوعية في مجال تطوير البنية التحتية من أجل دعم شعوب إفريقيا ونظمها الاقتصادية، بما في ذلك رصد استثمارات ضخمة لتعميم الإمداد بالكهرباء، والانتفاع بالنطاق العريض، وسد الفجوة الرقمية”.

وأوضح أنه “يجب أن ندعم إمكانات إفريقيا باعتبارها سلة الغذاء في العالم، ويجب أيضاً أن ندعم طموحها في أن تصبح قوة عظمى في مجال الطاقة المتجددة – مع كفالة أن تفيد المعادنُ الحيوية الأفارقةَ في المقام الأول”.

وشدد على أهمية تحقيق “السلام قبل كل شيء”، وضرورة “تعزيز التعاون لحماية حقوق الإنسان، ومكافحة الإرهاب والتطرّف العنيف، وإسكات البنادق في جميع أنحاء إفريقيا – من السودان والقرن الإفريقي، إلى منطقة الساحل، ومنطقة البحيرات العظمى وخارجها”.

وقال إن “القرار الأخير الذي اتخذه مجلس الأمن سيساعدنا على القيام بذلك”، مشيراً إلى أن “هذا القرار يدعو إلى دعم عمليات السلام التي يقودها الشركاء الإقليميون، ولا سيما الاتحاد الإفريقي، والتي تستمد ولاياتها من المجلس وتموِّل من المساهمات المقررة”.

يذكر أن منتدى “أسوان للسلام والتنمية المستدامين” ينعقد هذا العام تحت عنوان “إفريقيا في عالم متغيّر: إعادة تصوّر الحوكمة العالمية من أجل السلام والتنمية”.

وقال الأمين العام للأمم المتحد إنّ “موضوع هذا العام يذكّرنا بالحاجة إلى إعادة بلورة تصوّرٍ للحوكمة العالمية، وإلى إعلاء صوت إفريقيا وقيادتها على المسرح العالمي – بما في ذلك مجلس الأمن وعلى نطاق النظام المالي العالمي”.

ولفت إلى أنه يتطلّع إلى “قيادة إفريقية قوية وقادرة على التعبير عن مواقفها بصوت مسموع في مؤتمر القمة المعني بالمستقبل الذي سيعقد في سبتمبر في نيويورك”.

واختتم غوتيريش رسالته إلى منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين بالقول: “اقتصاد إفريقيا الديناميكي والمتنوّع، وتركيبتها السكانية الشابة متنامية التعداد، ومواردها الطبيعية الغنية، كلّها عناصر تحمل وعوداً هائلة لمستقبل القارة. يمكنكم الاعتماد عليّ للوقوف إلى جانب جميع الأفارقة في تحقيق هذا الوعد العظيم، وتمهيد الطريق نحو مستقبل سلمي ومزدهر ومستدام للجميع”.

توقيع اتفاقية كبيرة لاستثمار احتياطيات الغاز في موريتانيا

اقرأ المزيد