برلين وفيينا تشهدان تظاهرات واسعة دعماً لغزة وتنديداً بسياسات التجويع الإسرائيلية، وسط تحذيرات أممية من تفاقم المجاعة وتدهور الوضع الإنساني في القطاع.
وخرج في برلين مئات المتظاهرين بالقرب من نقطة “تشيك بوينت تشارلي” الشهيرة وسط العاصمة، رافعين لافتات كتب عليها: “إسرائيل تجوع غزة”، و”أوقفوا الإبادة الجماعية”، و”افتحوا البوابات”، في تعبير صريح عن رفضهم للحصار الإسرائيلي المتواصل منذ أشهر، وندد المحتجون بالقصف اليومي على القطاع وبتدهور الوضع الإنساني الذي أودى بحياة العشرات بسبب الجوع وسوء التغذية.
وبحسب وسائل إعلام محلية، شارك في التظاهرة نحو 300 شخص، لكن الشرطة الألمانية سارعت إلى تفريق الحشد، ونشرت قرابة 120 ضابطاً تدخلوا بعنف، استخدموا خلاله اللكم والركل ضد المتظاهرين، وقد أسفر التدخل عن إصابة عدد من المشاركين، فيما بررت السلطات ذلك باعتبار التظاهرة “تهديداً للأمن العام”، وأمرت بفضها فوراً.
وأما في النمسا، فقد نظم ناشطون وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الخارجية في العاصمة فيينا، تنديداً بالتجويع المتعمد لغزة وبالعدوان الإسرائيلي المستمر، مؤكدين تضامنهم مع ضحايا المجاعة ومع الأطفال المحاصرين.
وتأتي هذه الاحتجاجات الأوروبية في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة في غزة أن عدد الوفيات الناتجة عن المجاعة وسوء التغذية ارتفع إلى 113 حالة، مع تسجيل حالتين جديدتين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وحذرت منظمات دولية، من بينها برنامج الأغذية العالمي ومنظمة اليونيسف، من خطر المجاعة المحدق في القطاع، خاصة في شمال غزة، حيث يواجه السكان نقصاً حاداً في الغذاء والمياه النظيفة، ما يعرض حياة الأطفال وكبار السن للخطر الشديد.

وفي تقرير صادم، أكدت وكالة “أونروا” أن مليون طفل في غزة يعانون الجوع بفعل الحصار الإسرائيلي، مشيرة إلى أن المستشفيات في القطاع تستقبل يومياً مئات الحالات التي تعاني من إجهاد حاد وفقدان للطاقة والذاكرة بسبب سوء التغذية، في وقت تشهد فيه المنشآت الطبية نقصاً شبه تام في الأسرّة والمستلزمات.
ويشار إلى أن إسرائيل تغلق كافة المعابر المؤدية إلى غزة منذ 2 مارس 2025، وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفاقم كارثة إنسانية غير مسبوقة، أثارت غضباً دولياً ومطالبات بإنهاء الحصار فوراً والسماح بوصول الإغاثة الإنسانية دون عوائق.
وزير في حكومة نتنياهو يثير غضبا في إسرائيل بعد تصريحات بشأن الرهائن في غزة
