أثارت مبادرة إنسانية مبتكرة تحت اسم “رسائل البحر” الجدل بعد أن أطلقها ناشطون مصريون وتقوم على إرسال مساعدات غذائية إلى سكان القطاع المحاصر عبر زجاجات بلاستيكية تلقى في مياه البحر المتوسط على أمل أن تصل إلى شواطئ غزة مدفوعة بالتيارات البحرية.
وبدأت المبادرة كمجهود فردي، سرعان ما تحولت إلى حركة جماعية تلقى تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يتم حشو الزجاجات بمواد غذائية جافة مثل الأرز والعدس، ثم غلقها بإحكام لضمان سلامة المحتويات، قبل رميها من سواحل مصر وشمال إفريقيا باتجاه الشرق.
وأوضح منظمو الحملة أن اختيار الزجاجات البلاستيكية لم يكن اعتباطيا، بل نظرا لقدرتها على الطفو ومقاومة التلف، وسهولة توفرها، إلى جانب اتجاه التيارات البحرية في شرق المتوسط الذي يعزز احتمالية وصول تلك “الرسائل الغذائية” إلى غزة.
ودعا القائمون على المبادرة سكان المدن الساحلية في مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب للمشاركة، مشددين على أن المساهمة لا تتطلب أكثر من زجاجة بلاستيكية وكمية بسيطة من المواد الجافة، مع التأكيد على إحكام الإغلاق.
وأشار القائمون على الحملة إلى أن بعض النقاط الساحلية تعد أكثر ملاءمة من غيرها، خاصة في شمال سيناء، حيث تشكل مدن مثل العريش والشيخ زويد ورفح مواقع استراتيجية بسبب قربها الجغرافي من غزة، إضافة إلى ملاءمة التيارات البحرية فيها.
وتأتي هذه المبادرة وسط سلسلة محاولات دولية ترمي إلى كسر الحصار المفروض على غزة، سواء عبر قوافل برية (مثل قافلة “الصمود” من تونس وليبيا) أو بواخر بحرية مثل Gaza Freedom Flotilla – سفينة Madleen التي تم اعتراضها من قبل القوات الإسرائيلية في يونو الماضي أثناء محاولة التوجه نحو غزة برفقة ناشطين دوليين بينهم غريتا تونبرغ.
وادي الحيتان في مصر.. متحف طبيعي يسرد قصة بحر غابر منذ ملايين السنين
