آلاف النقابيين تجمعوا اليوم الخميس أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل بالعاصمة، للمشاركة في مسيرة دعا لها الاتحاد الأسبوع الماضي دفاعاً عن الحق النقابي والحريات العامة.
وجاءت هذه الفعالية عقب اجتماع استثنائي للهيئة الإدارية للاتحاد، قرر خلاله تنظيم تجمع عام ومسيرة احتجاجاً على ما وصفه بـ”اعتداء على مقر الاتحاد”، والمطالبة بفتح حوار مجتمعي حول أوضاع العمال.
وردد المشاركون من نقابيين وممثلي منظمات وجمعيات شعارات مثل: “هايلة البلاد..قمع واستبداد” و”يا مواطن يا مقموع زاد الفقر زاد الجوع”، فيما جابت المسيرة شارع الحبيب بورقيبة، الشارع الرمزي للثورة التونسية.
وفي كلمة ألقاها، انتقد نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد حملات التشويه الممنهجة وخطاب الكراهية، مؤكداً أن التهديدات لن تثني الاتحاد عن مواصلة الدفاع عن حقوق العمال.
ودعا الطبوبي السلطات إلى الكف عن محاربة الحريات، وإطلاق سراح سجناء الرأي والكلمة، وتوفير محاكمات عادلة “حتى لا تدخل البلاد في فوضى وتعود إلى زمن الاستبداد”.
وجاءت المسيرة وسط توترات سياسية متصاعدة، بعد احتجاجات مؤيدة للرئيس قيس سعيد بداية أغسطس أمام مقر الاتحاد، التي طالبت بتجميد نشاطه، وذلك عقب إضراب في قطاع النقل أثر على حركة البلاد.
ومن جانبه، أوضح الرئيس سعيد أن قوات الأمن قامت بحماية المقر ومنعت أي اقتحام، مؤكداً أن المحتجين لم ينووا الاعتداء، وأن مطالب الشعب بالمحاسبة مشروعة.
وشدد نشطاء حقوقيون مثل العياشي الهمامي، رئيس الهيئة الوطنية للحقوق والحريات، على أن المشاركة في المسيرة جاءت رفضاً لمحاولات السيطرة على الاتحاد، ودفاعاً عن المنظمة النقابية، كما أنها امتداد لمساندة مساجين الرأي والمساجين السياسيين ضد دولة الاستبداد والقمع.
وتزداد المخاوف من أن تتخذ السلطات خطوات إضافية ضد الاتحاد، وهو من آخر المؤسسات المستقلة الكبرى في تونس، بعد سيطرة الرئيس سعيد على أغلب السلطات منذ 2021، وتعليق عمل البرلمان المنتخب، وحل المجلس الأعلى للقضاء، وإقالة عشرات القضاة، في خطوات وصفها المعارضون بالانقلاب، بينما يؤكد سعيد أنها إجراءات قانونية تهدف لوقف الفوضى في أوساط النخبة السياسية.
فيلم تونسي يخطف الأضواء في مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي
