Samer 
مهرجان “موازين إيقاعات العالم”، أحد أضخم المهرجانات الفنية في المغرب والعالم العربي، أثار جدلاً واسعاً هذا العام، بعدما شهد ارتفاعاً كبيراً في أسعار تذاكر بعض السهرات.
وتُقام دورة هذا العام بين 20 و28 يونيو الجاري، وسط مشاركة واسعة لأسماء فنية بارزة، من بينها ماجدة الرومي، وشيرين، ونانسي عجرم، وروبي، وراغب علامة، وديانا حداد، وفيفتي سانت، وويل سميث، وآخرون.
كما يتخلل البرنامج عرض خاص عن طريق تقنية “الهولوغرام” للفنان الراحل عبد الحليم حافظ، في ثاني تجربة من نوعها بعد نجاح عرض “أم كلثوم” في العام الماضي.
وتبدأ أسعار التذاكر من نحو 40 دولاراً، في حين تصل البطاقات الخاصة بكبار النجوم إلى 1200 دولار، كما هو الحال في سهرة الممثل الأمريكي ويل سميث.
وأما “البطاقة السوداء” التي تُمنح للشخصيات المهمة جداً فتصل إلى 5200 دولار، مع شروط صارمة تشمل حضور سهرة واحدة فقط في الليلة.
كذلك تتراوح أسعار “البطاقة الذهبية” بين 620 و850 دولاراً، وتتيح امتيازات حصرية للحضور.
ولكن رغم الجدل، أكد محمد مفيد السباعي، المنتج ومدير أعمال فني، أن “الإقبال الجماهيري قوي كما جرت العادة، بل إن بعض السهرات بيعت بالكامل قبل انطلاق المهرجان”، مشيراً إلى أن الدورة السابقة استقطبت 2.5 مليون زائر من داخل المغرب وخارجه.
ورغم الزخم الجماهيري، حذر خبراء من مخاطر ما وصفوه بـ”تسليع الثقافة”، وقال الدكتور محمد بصالح، المختص في علم اجتماع الفن والشباب، إن “الفوارق الكبيرة في أسعار التذاكر تكرّس فجوة رمزية واجتماعية بين فئات الجمهور، وتحول الثقافة من حق جماهيري إلى امتياز نخبة”.
وأكد بصالح، في حديثه، أن “المهرجان وإن حافظ على عروض مجانية، إلا أن تسليط الضوء الإعلامي والجماهيري يصبّ أساساً على العروض المدفوعة، مما يضعف مفهوم العدالة الثقافية”، داعياً إلى “تفعيل آليات مشاركة أوسع للفئات الهشة، مثل تخصيص تذاكر تضامنية، وتوسيع الشراكة مع المجتمع المدني المحلي”.
ويجد المهرجان نفسه اليوم بين شغف الجمهور الواسع الذي يتهافت على حضوره، ونقاشات ثقافية عميقة حول مفهوم المهرجانات الفنية كمساحات مفتوحة للجميع، لا كامتياز ترفيهي للنخب.
وفي ظل هذا الجدل، يبقى مهرجان موازين من أبرز التظاهرات الفنية التي تجذب اهتماماً محلياً ودولياً، غير أن التحدي الأكبر يظل في الحفاظ على توازن دقيق بين جودته العالمية وطابعه الشعبي.
المغرب بين أعلى الدول الإفريقية في أسعار الوقود