أكد الدكتور عماد عنان، مدير مركز الشرق الأدنى للدراسات السياسية والاستراتيجية، في لقاء مع أخبار شمال إفريقيا، أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يمثل انتصاراً للمقاومة الفلسطينية، حيث فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها بعد أكثر من 470 يوماً من الحرب.
وأوضح عنان أن المقاومة استطاعت الصمود رغم الفارق الكبير في القوة العسكرية، حيث لا تزال تحظى بدعم شعبي واسع، وهو ما ظهر في مشاهد استعراض قوتها العسكرية في شمال القطاع بعد الاتفاق.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجد نفسه في مأزق حقيقي، مما أثار لديه مخاوف من أن يتحول قطاع غزة إلى مصدر تهديد أكبر، وبالتالي استجاب بشكل مباشر لضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بجانب الضغوط التي مورست عليه من هيئة الأسرة، ومن الشارع الإسرائيلي، ومن المعارضة الداخلية بصفة عامة.
وفيما يخص الدور المصري، أشار عنان إلى أن القاهرة لعبت دوراً محورياً بالتعاون مع قطر في إتمام الاتفاق، لكنه شدد على ضرورة عدم الاكتفاء بذلك، بل مواصلة الضغط على إسرائيل لاستكمال بنود الصفقة، خصوصاً فيما يتعلق بعملية إعادة الإعمار، وضمان تنفيذ المراحل القادمة من الاتفاق.
وفي حديثه عن الوضع السوري، قال عنان إن سقوط نظام الرئيس بشار الأسد ستكون له تداعيات كبيرة على المنطقة، حيث تعد دمشق “رمانة الميزان” في الإقليم، والتغيرات فيها تؤثر على مصر والعراق ودول أخرى.
وأضاف عنان أن سوريا تمثل عمقاً أمنياً لمصر، وبالتالي فإن أي تحولات هناك ستنعكس على القاهرة.
وأشار إلى أن الطابع الإسلامي للإدارة الجديدة في سوريا أثار قلق النظام المصري، إلا أن القاهرة تتعامل بحذر مع هذا التغير، إذ تتابع التطورات قبل اتخاذ موقف واضح.
كما أوضح أن التصريحات الأخيرة لقيادات الإدارة السورية، التي أكدت عدم نية سوريا تهديد دول المنطقة، هدأت بعض المخاوف المصرية، لكن لا يزال هناك ترقب لكيفية تعامل النظام الجديد مع الملفات الإقليمية.
وعن تأثير تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التحالفات الإقليمية، رأى عنان أن العلاقات بين القاهرة وواشنطن ستظل قائمة على المصالح المشتركة، ولن تشهد تغيرات جذرية.
وأوضح أن مصر لديها أوراق ضغط، كما أن واشنطن تدرك أهمية القاهرة كشريك استراتيجي، ما يجعل العلاقة بين البلدين قائمة على توازن المصالح.
ونوه إلى أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً على مصر لتنفيذ أجندات معينة، لكن القاهرة تدير هذه العلاقة بحذر، مع إدراكها للتغيرات التي قد تطرأ على التوجهات السياسية الأمريكية تجاه المنطقة.
وفيما يخص التوترات في القارة الإفريقية، خاصة في السودان واليمن وإثيوبيا، أكد عنان أن مصر تفضل الحلول الدبلوماسية، لكنها تمتلك أدوات ضغط لم تستخدمها بشكل كامل حتى الآن.
وشدد على أن القاهرة تضع الخيارات العسكرية في المرتبة الأخيرة، إلا أنها مستعدة للتحرك إذا تعرض أمنها القومي لتهديد مباشر.
وأوضح أن مصر تواجه تحديات كبيرة تتعلق بأمنها المائي والسياسي والعسكري، مما يتطلب تحركات استراتيجية مدروسة لحماية مصالحها في ظل تصاعد الأزمات الإقليمية.
وختم عنان حديثه بالتأكيد على أن خريطة التحالفات في المنطقة ستظل محكومة بالمصالح، داعياً الحكومات العربية إلى تحديد مواقعها بدقة لضمان الحفاظ على مصالحها وسط المتغيرات الإقليمية والدولية.
مأساة في مصر.. وفاة 7 أشخاص جراء انهيار عقار قديم