20 يوليو 2025

تصاعدت الانتقادات في الأوساط السياسية والحقوقية في السودان ضد المبعوث الأممي الخاص رمطان لعمامرة، وسط دعوات متزايدة لاستبداله، بعد اتهامه بـ”تعقيد الأزمة” وفشله في الدفع بعملية سياسية لوقف الحرب المتواصلة في البلاد.

وفي رسالة جماعية وجهت أمس الجمعة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وقع عليها 103 شخصيات بارزة من قادة الأحزاب، ونشطاء حقوقيين، وصحفيين، وخبراء قانونيين.

وأعرب الموقعون عن فقدان الثقة في أداء لعمامرة، معتبرين أن استمراره في المنصب “يقوض دور الأمم المتحدة ويمنح الأفضلية للخيار العسكري على حساب المسار السياسي”.

وبحسب نص الرسالة، فإن لعمامرة، الذي عين مبعوثا أمميا للسودان في نوفمبر 2023 عقب إنهاء بعثة “يونيتامس”، لم يقدم أي خارطة طريق واضحة لإنهاء النزاع، وفشل في الضغط على أطراف الحرب لوقف استخدام المعاناة الإنسانية كسلاح في الصراع.

واتهمت الرسالة المبعوث الأممي بـ”التماهي مع رواية الجيش”، من خلال تبنّيه لشعارات مثل “حماية مؤسسات الدولة”، والترويج لخارطة طريق طرحتها السلطات القائمة، اعتبرها الموقعون محاولة لشرعنة التقسيم وتقويض الانتقال الديمقراطي، عبر دعم تعيين “وزراء فاقدي الشرعية” وتجاهل مطالب قوى التغيير.

واعتبرت الرسالة أن لعمامرة عمد إلى إقصاء القوى السياسية والمدنية من المشاورات التي أجراها، وتعامل معها باعتبارها “صوتا ثانويا”، ما أدى إلى إضعاف مكانة المدنيين وتعزيز منطق القوة المسلحة، في وقت تعثّرت فيه الوساطات الإقليمية التي تقودها الإيغاد والاتحاد الأفريقي.

وأضاف الموقعون أن المبعوث الأممي، وبعد عام ونصف على تعيينه، لم يتمكّن من بدء أي عملية سياسية جدّية، بل اكتفى بتحركات محدودة لم تثمر عن نتائج ملموسة، في حين تتدهور الأوضاع الإنسانية وتزداد رقعة الاشتباكات.

ويحمل الخطاب لعمامرة مسؤولية جزئية عن تراجع دور الأمم المتحدة في السودان، مشيرا إلى أن “اختياره الجيش كفاعل رئيسي دون إشراك بقية المكونات أضرّ بمصداقية المنظمة الدولية”، وجعل من مكتب المبعوث عاجزًا عن القيام بدوره في الوساطة وتيسير الحوار الوطني.

ويعد رمطان لعمامرة أحد أبرز الوجوه الدبلوماسية الجزائرية والعربية في العقود الأخيرة، وبدأ لعمامرة مشواره في العمل الدبلوماسي أواخر السبعينيات، وتدرج في عدة مناصب حساسة داخل وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، قبل أن يعين سفيرا للجزائر لدى إثيوبيا وجيبوتي، ثم ممثلا دائما لدى الاتحاد الإفريقي وعدد من المنظمات الإفريقية في أديس أبابا.

وتولى لاحقا مهام السفير في النمسا ومندوب الجزائر الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قبل أن يُعين سفيرا لدى الأمم المتحدة في نيويورك من عام 1993 إلى 1996، ثم سفيرا في الولايات المتحدة الأمريكية بين 1996 و1999.

ومن 2008 إلى 2013، تولى لعمامرة مفوضية السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي، حيث لعب أدوارا بارزة في الوساطة بالأزمات الكبرى مثل دارفور، مالي، ليبيا، وجنوب السودان، وكان له دور مركزي في بلورة سياسة “إسكات البنادق” في القارة.

إيطاليا تتولى قيادة عملية “إيريني” لمراقبة حظر الأسلحة في ليبيا

اقرأ المزيد