في واحدة من أكثر القضايا غرابة كشفت أجهزة الأمن في مدينة 15 مايو عن تفاصيل جريمة داخل شقة صغيرة، وذلك بعد أن عُثر بداخلها على جثة طبيب مصري محفوظة بالملح ومخبأة تحت غطاء قماشي، بعد شهر كامل من وفاته.
وجاء البلاغ من الجيران، الذين لم يلفت انتباههم غياب الطبيب، بقدر ما أقلقهم تصاعد رائحة كريهة من إحدى الشقق المجاورة، وبوصول الشرطة واقتحام الوحدة السكنية، فوجئت فرق البحث بمشهد بالغ القسوة، جثمان رجل مغطى بالكامل بالملح، لا تبدو عليه آثار تعذيب أو عنف، ما أثار الشكوك حول خلفيات الحادث.
وكشفت التحقيقات الأولية أن المتوفى كان يقيم في الشقة مع سيدة تونسية منذ قرابة 10 أشهر، وقدمت نفسها للجيران على أنها زوجته، غير أن فحص السجلات الرسمية أكد عدم وجود أي عقد زواج موثق بينهما، ما يفتح باب التساؤلات حول طبيعة العلاقة بين الطرفين.
والسيدة التونسية، التي توارت عن الأنظار فور تصاعد الرائحة وانكشاف الجثة، تركت خلفها رسالة بخط اليد موجهة لصاحب الشقة، أوضحت فيها أن الطبيب توفي “وفاة طبيعية” قبل نحو شهر، وأنها لم تستطع التواصل مع ذويه لدفنه.
وبررت صمتها وخطوتها الصادمة بأنها كانت “تخشى الإبلاغ نظرا لإقامتها غير القانونية في مصر”، وأنها حاولت تأخير تحلل الجثة عبر تغطيتها بالملح في انتظار وصول صاحب العقار.
ووفق مصادر أمنية، فإن الطبيب كان يعاني من عدة أمراض مزمنة، من بينها السرطان والسكري، ما يرجح بالفعل فرضية الوفاة الطبيعية، لكن الطريقة التي اتبعتها المرأة في التعامل مع الوفاة، ومحاولتها إخفاء الجثة لمدة شهر كامل، فتحت الباب أمام شكوك واسعة ودوافع محتملة تتجاوز مجرد الخوف من الترحيل أو العقاب.
تونس تبدأ قبول ملفات الترشح للانتخابات الرئاسية استعدادا لأكتوبر المقبل