مصر تدعو في قمة بريكس بريو دي جانيرو إلى تعزيز التسويات بالعملات المحلية، توسيع دور بنك التنمية الجديد، وإدانة العدوان الإسرائيلي على غزة، مع الدعوة لإصلاح النظام المالي العالمي وحل النزاعات دبلوماسياً.
أكدت مصر، خلال مشاركتها في قمة مجموعة بريكس السابعة عشرة التي تستضيفها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية يومي 6 و7 يوليو 2025، على أهمية تسريع وتيرة التعاون الاقتصادي والمالي بين دول المجموعة، مع التركيز على تعزيز التسويات المالية بالعملات المحلية.
وأشار رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في كلمته نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى دعم القاهرة لمبادرة “BRICS Clear” التي طرحتها روسيا خلال رئاستها للمجموعة عام 2024، والتي تهدف إلى إنشاء نظام دفع عابر للحدود يعتمد على العملات المحلية لتقليص الاعتماد على الدولار الأمريكي ومواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، بما في ذلك العقوبات الغربية وأزمة الديون التي تعاني منها الدول النامية.
وأوضح مدبولي أن مصر تولي اهتماماً كبيراً بتعزيز التعاون بين البنوك المركزية لدول بريكس، وتوسيع دور بنك التنمية الجديد، الذي تأسس عام 2014، في تمويل المشروعات التنموية بالعملات المحلية، مما يسهم في تقليل الاعتماد على المؤسسات المالية الغربية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وأكد أن هذه الخطوة تدعم جهود مصر لمعالجة أزمة الديون من خلال مبادرات مثل مبادلة الديون بالاستثمارات، بهدف تحقيق تنمية مستدامة.
وخلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة، التي عُقدت تحت شعار “تعزيز التعاون في الجنوب العالمي من أجل حوكمة أكثر شمولاً واستدامة”، شدد مدبولي على ضرورة تكثيف التعاون المشترك لتنفيذ مشروعات في قطاعات الطاقة، التصنيع، البنية التحتية، والتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي.
وأكد أن توفير التمويل الميسر ونقل التكنولوجيا إلى الدول النامية يمثلان ركيزتين أساسيتين لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والقضاء على الفقر، داعياً إلى إصلاح النظام المالي العالمي ليتوافق مع احتياجات الدول النامية.
وفي سياق الأزمات الإقليمية، أدان رئيس الوزراء المصري العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 55 ألف مدني فلسطيني، ثلثاهم من النساء والأطفال، وإصابة حوالي 125 ألف آخرين.
وأشار إلى أن هذه المأساة تنتج عن انتهاكات إسرائيل المستمرة للقانون الدولي والإنساني، بالإضافة إلى استمرار الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وأكد أن مصر، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، بذلت جهوداً حثيثة للوصول إلى وقف إطلاق نار تم التوافق عليه في 15 يناير 2025، إلا أن الانتهاكات الإسرائيلية أعاقت تنفيذ الاتفاق.
ودعا مدبولي إلى وقف فوري للأعمال العدائية الإسرائيلية، والالتزام بالقانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين، مؤكداً رفض مصر أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من غزة، معتبراً أن ذلك يهدد حل الدولتي ن والاستقرار الإقليمي.
كما دعا دول بريكس إلى دعم الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة، والمشاركة في المؤتمر الدولي المزمع عقده للتعافي المبكر بمجرد التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
وأشار إلى تصاعد التوترات الإقليمية الناتجة عن العدوان الإسرائيلي على لبنان وسوريا، والذي امتد ليشمل إيران، واصفاً إياه بانتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ومؤكداً ضرورة حل النزاعات عبر الدبلوماسية للحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
وأكد أن مجموعة بريكس تلعب دوراً محورياً في مواجهة التحديات العالمية، التي تشمل التوترات الجيوسياسية، الإجراءات الحمائية التجارية، ارتفاع الديون، تغير المناخ، والكارثة الإنسانية في غزة، داعياً إلى تعزيز رؤية المجموعة لتحقيق مصالح دولها وتطلعات شعوبها.
نجم ليفربول محمد صلاح كاد ينضم لناد سعودي قبل نجوميته (فيديو)