ظهور سمكة القرش الحوتي على شواطئ مدينة دهب بمحافظة جنوب سيناء المصرية، أثار مخاوف بين المصطافين، خاصة في ظل تكرار حوادث هجمات الأسماك المفترسة على السياح خلال الأشهر الماضية.
وأوضحت وزارة البيئة المصرية في بيان رسمي، أنها تابعت البلاغات حول رصد القرش الحوتي في منطقة اللاجونا، ووجهت فريق عمل من محميات جنوب سيناء لمتابعة الوضع ميدانياً.
وقد تبيّن من الرصد أن القرش شوهد يوم السبت الماضي، وتم التعرف عليه كقرش حوتي، وهو من الأنواع المسالمة التي تعيش في المياه الاستوائية وشبه الاستوائية، وهذا النوع من القروش غير مفترس ولا يشكل خطراً على البشر.
ورغم طمأنة الوزارة، إلا أنها حذرت من الاقتراب المفرط أو محاولة الإمساك بالقرش، بسبب ضخامته وقوة حركته، ما قد يسبب إصابات غير مقصودة، كما شددت على أهمية الالتزام بالسلوكيات البيئية السليمة، خاصة عند التعامل مع الكائنات البحرية النادرة والمهددة بالانقراض.
وجاء في البيان أن فريق الوزارة اطلع على مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر مجموعة من المصطافين المصريين وهم يطاردون سمكة القرش باستخدام مراكب بحرية في مياه دهب، في مشهد وصفته الوزارة بأنه “غير مسؤول ويخالف قواعد التعامل البيئي السليم”.
وناشدت الوزارة المواطنين عدم مطاردة الكائنات البحرية أو مضايقتها، داعيةً إلى احترام التوازن البيئي والحفاظ على التنوع البيولوجي.
ويُعد القرش الحوتي من أضخم الأسماك في العالم، إذ يصل طوله إلى 18 متراً ووزنه إلى 15 طناً، ويتميّز بلونه الداكن المنقّط بالخطوط والدوائر الفاتحة، إلى جانب فمه العريض الذي يُعد من عوامل الجذب السياحي.
ورغم ضخامته، فإن القرش الحوتي يتغذى على العوالق والكائنات الدقيقة، ويعيش عادة بشكل منفرد، لكنه قد يظهر أحياناً في مجموعات صغيرة، وهو مدرج على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) كنوع مهدد بالانقراض، لأسباب تشمل الصيد العرضي واصطدامه بالسفن والصيد الجائر.
ويأتي هذا الجدل بعد سلسلة من الهجمات المأساوية شهدتها الشواطئ المصرية خلال الفترة الماضية، أبرزها في ديسمبر الماضي، حيث قُتل سائح وأصيب آخر في هجوم من سمكة قرش في منتجع بمدينة مرسى علم.
وعلى إثر ذلك، أعلنت الحكومة المصرية بدء تركيب أجهزة رصد متصلة بالأقمار الصناعية لتتبع حركة القروش وتقييم سلوكها، بهدف تعزيز إجراءات السلامة والحد من الهجمات في المستقبل.
“بوطيب يعيد الأزمة”.. الزمالك يُمنع من القيد مجدداً بسبب مستحقات قديمة