21 مارس 2025

تواصل مصر جهودها لتعزيز التعاون مع دول حوض النيل من خلال توسيع نطاق المشروعات المائية والتنموية، مستفيدة من “آلية التمويل” التي أطلقتها لدعم التنمية في دول النهر.

وخلال جولة تشمل عدة دول في المنطقة، بحث وزير الري المصري هاني سويلم مع نظيره الكيني إيريك موريثي، تمويل مشروعات مائية في كينيا، إضافة إلى القضايا المتعلقة بمياه النيل والتغيرات المناخية، وفق بيان لوزارة الري المصرية.

وتضمنت الجولة زيارات إلى رواندا وأوغندا والكونغو الديمقراطية، حيث ناقش سويلم مشاريع مماثلة لتعزيز التعاون الثنائي.

وتسعى القاهرة إلى توطيد علاقتها بدول حوض النيل بهدف تأمين حصتها المائية، خاصة في ظل استمرار أزمة “سد النهضة” الإثيوبي.

ويأتي هذا التحرك في إطار استراتيجية تعتمد على تقديم الدعم الفني والمالي لمشروعات تنموية، مثل مقاومة الحشائش المائية في أوغندا وحفر الآبار في كينيا، لتعزيز الشراكات الثنائية.

وأكد وزير الري المصري استعداد بلاده لتقديم الدعم الفني والتدريبي للجانب الكيني، من خلال “المركز الإفريقي للمياه والتكيف المناخي”، الذي أنشأته مصر عام 2023، في إطار “المبادرة الدولية للتكيف بقطاع المياه” لدعم قدرات الدول الإفريقية في هذا المجال.

وفي خطوة تعزز الحضور المصري، أعلنت وزارة الخارجية المصرية في أكتوبر الماضي عن إنشاء “صندوق الاستثمار في دول حوض النيل”، بهدف تمويل مشروعات البنية التحتية والتنموية، مما يرسّخ التعاون بين مصر وهذه الدول في مختلف المجالات.

ويرى خبراء أن هذه الخطوة تعكس نهجاً مصرياً قائماً على تبادل المصالح، حيث تسعى القاهرة إلى كسب دعم دول حوض النيل لحقوقها المائية، خاصة فيما يتعلق باتفاقية “عنتيبي”، التي تسمح لدول المنبع بتنفيذ مشروعات مائية دون التنسيق مع مصر والسودان، وهو ما ترفضه القاهرة باعتباره تهديداً لحصتها المائية.

وقال مراقبون إن التحركات المصرية الأخيرة تهدف إلى تجاوز تداعيات أزمة “سد النهضة” عبر إجراءات استباقية لتعزيز التعاون مع دول حوض النيل، بما يحول دون تنفيذ مشروعات قد تؤثر على تدفقات المياه إلى مصر.

ويؤكد خبراء المياه أن القاهرة لا تعارض التنمية في دول الحوض، لكنها تطالب بضمان عدم الإضرار بحقوقها المائية، خاصة أنها تعتمد على نهر النيل كمصدر رئيسي للمياه بنسبة 98%، في ظل عجز مائي متزايد وانخفاض نصيب الفرد من المياه إلى أقل من 500 متر مكعب سنوياً، ما يضعها تحت خط الفقر المائي العالمي.

تقرير: محمد صلاح خارج منتخب مصر الأولومبي

اقرأ المزيد