18 يوليو 2025

صحراء مرزوكة في الجنوب الشرقي للمغرب تشتهر برمالها الذهبية الساخنة، التي تحولت إلى مقصد سنوي لمواطنين وأجانب باحثين عن علاج تقليدي لآلام المفاصل والروماتيزم وبعض الأمراض الجلدية.

وفي مشهد يبدو كطقس متوارث جيلاً بعد جيل، يُدفن الزائرون وسط الرمال الساخنة لدقائق معدودة فيما يُعرف بـ”الحمامات الرملية”، بهدف امتصاص الحرارة وتخفيف الالتهابات وتحفيز الدورة الدموية.

وقال خالد، زائر قادم من الولايات المتحدة الأمريكية، في تصريح صحفي: “لقد أدمنت هذا العلاج الذي وجدت فيه راحتي بعد سنوات من الألم بسبب عرق النسا. كل زيارة لي إلى المغرب تكون مرزوكة أولى محطات عطلتي الصيفية”.

وأضاف: “أعمل سائقاً في أمريكا منذ سنوات طويلة، جربت الأدوية دون جدوى، هنا أشعر براحة جسدية ويخف الألم الذي أرهقني بسبب برودة الطقس هناك”.

ولكن رغم الإقبال الكبير على هذا العلاج الشعبي، حذّرت أخصائية الأمراض الجلدية الدكتورة نادية راضون في حديث صحفي لها عن مخاطره الصحية، مؤكدة أن فوائده على الجلد غير مثبتة علمياً، وأنه قد يؤدي إلى التهابات جلدية وحروق خصوصاً عند التعرض الطويل للحرارة.

وأوضحت راضون أن الدفن في الرمال قد يساهم في تخفيف آلام المفاصل بفضل تحفيز الدورة الدموية، إلا أنه يحمل مخاطر متعددة أبرزها: التهابات الجلد والطفح الحراري، حروق متفاوتة الخطورة، جفاف الجلد بسبب التعرق المفرط، تزايد خطر التعرض للسعات حشرات سامة مدفونة في الرمال.

ونبّهت الأخصائية إلى ضرورة عدم تجاوز مدة 15 دقيقة داخل الرمال، مع الحرص على شرب كميات كافية من الماء، وتجنب فترات الظهيرة شديدة الحرارة، فضلاً عن الاستحمام مباشرة بعد الجلسة لتفادي المضاعفات.

كما شدّدت على أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض جلدية مزمنة أو مشاكل في القلب يجب أن يتجنبوا هذا النوع من العلاج الشعبي خلال فصل الصيف.

ورغم هذه التحذيرات، يظل الإقبال على رمال مرزوكة مستمراً كل موسم، مدفوعاً بجمال الطبيعة الصحراوية وسعي الزوار إلى تجارب بديلة للعلاج التقليدي.

إسبانيا تعلن استئناف الرحلات البحرية مع المغرب بعد توقف بسبب الطقس

اقرأ المزيد